كشف خبراء في الشؤون الإسرائيلية ل «الشرق» عن قيام الجيش الإسرائيلي بإعادة زراعة ألغام جديدة في حقول الألغام الممتدة على طول حدود الجولان المحتل تحسبا من تدفق آلاف اللاجئين من الطائفة العلوية إلى الجولان المحتل، والمقربين من نظام الأسد خوفا من الانتقام منهم. وأضاف الخبراء أن هذه الترتيبات على الحدود تأتي ضمن استعدادات القيادات الإسرائيلية لمواجهة أربع سيناريوهات تهدد أمن إسرائيل القومي في حالة سقوط نظام الأسد، جميعها مرتبطة بالحدود الفاصلة بين إسرائيل وسوريا. وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي ل «الشرق» إن السيناريو الأول هو أن ينهار الوضع في سوريا وينهار معه الاستقرار على الحدود مع إسرائيل، خاصة أن هذه الحدود أكثر حدود آمنة منذ تم توقيع اتفاقية فصل القوات عام 1973 وحتى الآن، وذلك بفضل القرار السوري بألا تكون هذه الحدود مشتعلة، وبالتالي تخشى إسرائيل من أن تستغل بعض التنظيمات الفلسطينية أو اللبنانية أو الإسلامية حالة الفوضى التي يمكن أن تنشأ عن سقوط نظام الأسد في شن هجمات عبر تلك الحدود، وبخاصة إذا استخدمت الصواريخ في تلك الهجمات. أما السيناريو الثاني – كما يبين مجلي – فهو أن تنشأ هناك فوضى جماهيرية، يهرب فيها مواطنون سوريون موالون للنظام الحالي باتجاه الجولان بدلا من الحدود مع العراق أو تركيا أو لبنان، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي لزراعة الحدود بالألغام من جديد، وهذا ما يعني مقتل أناس كثيرين بدون أن تطلق إسرائيل الرصاص، لأنها غير مستعده لتحمل عبء وجودهم. ويضيف مجلي أن الاحتمال الثالث هو أن يبادر نظام الأسد بالتخلص من أزمته الداخلية بإدارة حرب مع إسرائيل، بهدف توحيد صفوف السوريين ضد العدو الخارجي، وهو أقل السيناريوهات نسبة في الحدوث. وأضاف «بالرغم من أن المعارضة السورية اليوم تطلق شعارات فيها الكثير من التوجه السلمي في المنطقة، لكن هناك عدم وضوح من قبلها، و لكن في نهاية المطاف إسرائيل تحتل أرضا سورية، والسارق دائما يشعر بالخوف، لذلك فإن كل وضع في سوريا غير مريح لإسرائيل طالما لا يوجد اتفاق سلمي حقيقي مبني على أسس عادل يقبله الشعب السوري والإسرائيلي من طرفي الحدود».