أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات جديدة لعناصره على الحدود السورية توضح خطة العمل المستقبلية في حال خروج الوضع الأمني في سوريا عن السيطرة خاصة في ظل الوضع السائد في سوريا الذي يتسم بالحساسية الشديدة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مسئولين عسكريين إسرائيليين قولهم: «على السوريين أن يأخذوا في الحسبان أن الرد الإسرائيلي لن يكون بالضرورة نسبياً»، مشيرة إلى أن الوضع في سوريا ينحدر إلى التدهور. وأشارت إلى أن أحد السيناريوهات المحتملة هو فقدان نظام الأسد السيطرة على المدنيين الذين يعيشون في عمق هضبة الجولان السورية الأمر الذي قد يؤدي إلى استئناف عمليات مسلحة من الحدود بما يشبه الفوضى الحالية في سيناء على حد تعبيرها. وذكرت الصحيفة سيناريو آخر يتعلق باستعداد جيش الاحتلال له وهو الوضع الذي يقع فيه نظام الأسد في ضائقة شديدة الأمر الذي من شأنه أن يدفعه إلى اتخاذ خطوة عسكرية في هضبة الجولان في محاولة لتوحيد الرأي العام في سوريا والعالم العربي ضد مواجهة عسكرية مع «إسرائيل». وأكدت الصحيفة أن قيادة الشمال قد غيرت في نمط عملها على جبهة الجولان للتعامل مع التقلبات غير المتوقعة حيث عززت تدريبات تلقي الضربات والتحمل ضمن دوريات مكثفة داخل الجيش وجهزت خططا للوضع الذي يفتح فيه النيران في الحدود، مشيرة إلى أنه لا يوجد علامات واضحة على انهيار سيطرة نظام الأسد على المناطق القريبة من إسرائيل إلا أن ثمة ظواهر تشير إلى أن الردع في هذا الشأن يضعف ويهتز. وهناك قناعة داخل أروقة صنع القرار في إسرائيل بأن النظام السوري سيسقط سواء عاجلا أم آجلا, لذا باتت هناك حاجة ملحة بضرورة اتخاذ موقف رسمي إسرائيلي مبني على فرضية سقوط الأسد. وبغض النظر عن ميزان المصالح الذي يحرك القوى العالمية في الملف السوري, فإننا نستطيع أن نلخص الأزمة السورية بأن دول المنطقة معنية أكثر من غيرها بسقوط نظام بشار الأسد بهدف كسر الذراع الإيرانية في المنطقة العربية, وتشارك تركيا بقوة في هذا الاتجاه , بينما لا تستطيع الدول الغربية سوى الاصطفاف إلى جانب هذا الهدف,فيما تقف روسيا في المقام الأول والصين وإيران حائلا أمام أي تدخل عسكري لحسم الموقف لصالح المعارضة السورية. وبحسب الجنرال «أفيف كوخافي» رئيس الاستخبارت العسكرية الإسرائيلية «فإن الشرق الأوسط يغير وجهه وجوهره, وبهذه الطريقة لم يعد يمكن التعرف عليه»، مضيفاً «إن رياح التغيير في الشرق الأوسط قد تحمل فرصا ووعودا ولكن على المدى القصير والمتوسط تزداد المخاطر».فإسرائيل تقف في حيرة من أمرها أمام تعقيدات هذه الأزمة, وينقسم الموقف الرسمي الإسرائيلي بين علني مؤيد لسقوط الأسد بتحفظ, وآخر استخباري أمني يتسم بالحذر. ويمكن تلخيص المصلحة الإسرائيلية في سقوط نظام الأسد بأن سقوطه يعني بدء تفكيك محور «حزب الله, إيران, سوريا» وتعتقد إسرائيل أن إيران وحزب الله يبذلان جهوداً حثيثة لدعم نظام الأسد ويزودانه بالمعلومات والسلاح وهناك قناعة داخل أروقة صنع القرار في إسرائيل بأن النظام السوري سيسقط سواء عاجلا أم آجلا, لذا باتت هناك حاجة ملحة بضرورة اتخاذ موقف رسمي إسرائيلي مبني على فرضية سقوط الأسد, ولكن التقديرات الاستخبارية لا تكون دائما دقيقة, ولا تستطيع أن ترسم ملامح واضحة للمرحلة يمكن أن يبنى عليها موقف رسمي واضح.وغيرها من الوسائل بهدف مساعدته على تجاوز الأزمة والبقاء في سدة الحكم, وبالتالي فإن سقوط النظام السوري سيكون بمثابة انتكاسة للمحور الشيعي المتمثل بحزب الله وإيران, كما ان سوريا تشكل إحدى أهم دوائر الخطر التي تحيط بإسرائيل, وانشغال سوريا بأوضاعها الداخلية سيخفف من حجم التهديدات المنطلقة من هذه الجبهة, وفي حال سقوط نظام الأسد ستنقطع حلقة الوصل بين حزب الله وإيران, وبالتالي ستتعثر إمدادات إيران لحزب الله بالسلاح والمال, حيث تتم هذه العمليات حاليا على الأراضي السورية, كما سيفقد حزب الله مخازن سلاح إستراتيجية كانت قائمة في كنف نظام الأسد ,إضافة إلى أن الأزمة في سوريا تسببت في إرباك نشاط حماس السياسي والعسكري على الأراضي السورية كما أجبرت الأزمة حماس على التريث والتراجع عن تصدر المشهد في الساحة السورية . و عبرت جهات أمنية إسرائيلية عن خشيتها من أن يؤدي سقوط النظام السوري إلى حالة فوضى أمنية تشبه ما جرى في ليبيا وتقود إلى حالات سطو على مخازن السلاح التابعة للجيش السوري, وبالتالي تسرب وسائل قتالية متطورة إلى منظمات معادية. و تسود الأوسط الإسرائيلية خشية من أن تنتقل العدوى السورية في حال نجاح الثورة في تحقيق أهدافها إلى الأردن, حيث تشير الاحتمالات أن الأردن هو من أكثر الدول العربية المرشحة لتكون التالية في «لعبة الدومينو» التي أطاحت بالأنظمة العربية , وسقوط النظام في الأردن ودخولها في دوامة العنف والفوضى يعد كابوسا يراود أجهزة الأمن الإسرائيلية .