بلا فخر وبفضل الله ثم بفضل عبقريتي التي أذهلت العلماء أصبحت «مجموعة دكاترة متحركة» حيث حصلت هذا الأسبوع على خمس شهادات دكتوراة في عدة مجالات مختلفة : دكتوراة في الطب البديل تخصص زراعة الخلايا الجذعيَّة والاستنساخ، ودكتوارة في الهندسة المعمارية والتخصص الدقيق هو بناء ناطحات سحاب فوق السحب لندرة الأراضي، ودكتوراة في مجال الاحتياجات الخاصة تخصص نساء وولادة باستخدام لغة الإشارة! ودكتوراة في الطيران المدني تخصص قيادة قطارات حجاج، ودكتوراة في قرض الشعر النبطي والفصيح تخصص مدح وقدح مسبق الدفع ، كما أبشرك أخي القارئ الكريم أنَّ بإمكانك أن تحصل على درجة الدكتوراة أولاً ثم تبدأ في الماجستير والبكالوريوس لاحقاً عندما تتهيأ الظروف، وإن كان مؤهلك الدراسي (ابتدائي) فلا تقلق فبإمكانك أن تحصل على درجة الدكتوراة لكن هناك شروط صعبة يجب أن تتوفر فيك أهمها أن تكون من الناس الذين لا يستغنون عن الأكل والشرب والنوم وقطع إشارات المرور! كما أنَّ الاختبارات أيها الراغبون في الدكتوراة قد تتم عندكم في منازلكم وإن لم تتمكنوا من أدائها فهم سوف يقرؤون أفكاركم ويجيبون الأسئلة نيابة عنكم! (يارب لك الحمد والشكر بدل ما ندرس ثلاث أو أربع سنوات حتى نحصل على درجة الدكتوراة صرنا نحصل عليها في أسبوع ويا بلاش!). فما أجمل أن تهدي صديقك في يوم زواجه شهادة دكتوراة في تخصيب اليورانيوم وتفاجئ جدتك بشهادة دكتوراة في علم فلسفة الرواية وتراضي جدك بشهادة دكتوراة في علم الاقتصاد الحيواني لتربية الإبل والتخصص الدقيق في تربية المجاهيم والصفر والشعل، حتى راعي الأغنام بإمكانك أن تهديه أو تغريه بشهادة دكتوراة تخصص (حلْب دجاج) لتجديد عقده! وكذلك بإمكانك أن تشكر بعض المسؤولين على حسن تعاملهم مع المواطنين بشهادات دكتوراة في تخصص «توكل على الله» وروح اشتر» و»عندك حلول» مع الأخذ بعين الاعتبار تشكيل الهدايا وعدم التركيز على تخصص معين وعسى الله لا يحرمنا من مكاتب «ما يطلبه المزورون» وخدمات التوصيل السريع!أنظمة وزارة التعليم العالي الخاصة بمعادلة الشهادات ساهمت في انتشار الشهادات العليا المزوَّرة التي يتم كشفها ونشرها من وقت لآخر، فعلى سبيل المثال وزارة التعليم العالي ربما تكون الوحيدة التي لا تعترف بالدراسة عن بُعد حتى لو كانت الجامعة المانحة للشهادة (هارفرد)، وتشترط كذلك البقاء في بلد الدراسة لأكثر من نصف سنوات الدراسة الفعلية بالرغم من أنَّ الدراسة لا تتطلب حضور الطالب جسدياً للجامعة سوى عدة مرات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ويُكتفى بالتواصل الإلكتروني، ومن هنا أرى أن تقوم وزارة التعليم العالي بالسماح بالدراسة عن بعد وجعل البقاء في بلد الدراسة اختيارياً لمن يدرس منتظماً شريطة أن تكون الجامعة من الجامعات المعترف والموصى بها من قبل وزارة التعليم العالي.