تولي الحكومات عامة وحكومتنا خاصة التعليم أهمية كبرى، ولذا أخذ التعليم النصيب الأوفر من الميزانية، حرصا من الدولة على بناء العقول قبل بناء المنشآت. وقد تم اعتماد إنشاء ما يزيد علي سبعمائة مدرسة للبنين والبنات؛ لتهيئة الجو المناسب للتعليم، عوضا عن بعض المدارس المستأجرة ومواكبة للنمو المتزايد للشعب السعودي. ومنذ أن بدأ التعليم والدولة تنفق ببذخ على هذا القطاع المهم، ولكن المشاهد على أرض الواقع أن المنشآت التعليمية لا تناسب بحجمها احتياجات الوطن، فإما أن المباني الحكومية غير مهيأة بالشكل المناسب، أو أن المدارس في الأصل هي مبانٍ مستأجرة.وبنظرة سريعة للمدارس التابعة لمكتب واحد في الرياض نجد أن عدد المدارس المستأجرة فيه (34) مدرسة، ومن بينها (17) مدرسة ابتدائية، و(12) مدرسة متوسطة، و(خمس) مدارس ثانوية!معلوم أن المدارس المستأجرة تفتقد إلى كثير من أبجديات التعليم. ولذا فإن طلاب إحدى هذه المدارس الابتدائية المستأجرة لم يعرفوا المختبر فيها ولم يروه، ثم انتقلوا إلى مدرسة متوسطة مستأجرة، وليس فيها مختبر يتعلمون فيه التجارب، وهم الآن على وشك الانتقال إلى المرحلة الثانوية التي تحتاج إلى معلوماتهم السابقة التي يفترض أنها قامت على تجارب مهيئة.أحد المعلمين المتقاعدين منذ عشرين سنة تقريباً مازال يتواصل مع زملائه حتى اليوم في مدرستهم المستأجرة، هذه المدرسة ليست في إحدى القرى والهجر، ولكنها في أحد أحياء العاصمة!