شيع مئات الناس من مختلف أطياف الفئات السياسية والإتلافات الثورية في مدينة الإسكندرية يوم أمس الصحفي الساخر جلال عامر” بعد الصلاة على جثمانه بمسجد القائد إبراهيم حيث نقل إلى مدافن الأسرة بالناصرية بمنطقة العامرية. وشارك في التشييع محافظ الإسكندرية الدكتور أسامة الفولي ومدير أمن المحافظة اللواء خالد غرابة. وأعلنت أسرة جلال عامر عن إقامة العزاء يوم أمس الثلاثاء بساحة مسجد القائد إبراهيم، فيما بدأ عدد من الروابط الثقافية بالإسكندرية في الإعداد لتنظيم لقاءات تأبين خاصة به. “مكنش ليا أعز منه” بهذه العبارة يبدأ بهاء طاهر كلامه عن الراحل ويطالب أن ندعو له بالرحمة ويضيف: هناك أشخاص من السهل تعويضهم وأشخاص من الصعب تعويضهم، ولكن جلال عامر شخصية لا تعوض. ويقول: أتمنى أن يكون عامر قد استطاع تكوين جيل ينتمي لنفس مدرسته في الإخلاص للوطن، فللراحل دور في تحرير مصر، وكان ضمن كتيبة شرق القنطرة في حرب أكتوبر 73، وأذكر أنه رفض أن يلتقي بأي إسرائيلي وعندما كلف من القائد المباشر في ذلك الوقت اللواء فؤاد غالي رحمه الله أن يسلم بعض جثث الإسرائليين وأن يؤدي التحية للعدو الصهيوني رفض ذلك واكتفى بتسليم الجثث. واعتبر طاهر الراحل مثالا للوطنية وقال إنه لم يسع أبدا إلى تملق الجماهير بل كان يواجههم بالحقيقة التي كثيرا ما كانت تغضب أعداءها، فيتلقى حروباً على الإنترنت ممن وصفهم بميلشيات النت، فلعلهم يعيدون النظر في مواقفهم بعد موته. أما الشاعر عبد الرحمن الأبنودي فقال: لقد فقد شعب مصر من أضحكهم على أوجاعهم، وزرع في قلوبهم بهجة لا يستطيع الزمن انتزاعها. وأعرب الأبنودي عن حزنه بعد أن عرف قبل وفاة جلال عامر بليلة ما حدث له من أزمة قلبية كردة فعل لخلاف المصريين في هذه الفترة المبهمة وكيف أن الراحل بوغت ببني جلدته وهم يتقاتلون مع بعضهم البعض أمام عينيه، وكأنهم يحققون أهداف المتآمرين. وكشف الأبنودي عن اتصال هاتفي أجراه مع رامي نجل الراحل يستفسر عن أحوال والده الذي كان حينئذ في غرفة العناية المركزة، فأخبره أن الحالة حرجة. ويواصل: فوجئت في نهار اليوم التالي الذي اعتبره من أسوأ أيامي بخبر وفاته، وقد سارعت بتعزية صديقنا المشترك بلال فضل. وب “الموهبة الكبيرة”، يصف الروائي جمال الغيطاني عامر ويقول إن رحيله خسارة كبيرة للأدب العربي. ويشير إلى أن عامر بدأ الكتابة في سن متأخرة، ولكنه حفر بصمة ساخرة لا تنسى. واعترف الغيطاني أنه كان يعيد قراءة عموده أكثر من مرة، وذلك لجمال أسلوبه. ولا يصدق الكاتب لويس جريس رحيل جلال عامر ويعتبره صدمة خاصة أن الراحل استطاع أن يملأ الفراغ المتواجد على الساحة بعد وفاة محمود السعدني فتميز بأسلوبه الشائق الذى نقل من خلاله الفكرة ببساطة إلى القارئ. أما إبراهيم عبدالمجيد فيناجي جلال قائلاً: “تتجسد مشاعري في صور صعبة الآن بفقدك يا جلال. تصور، أنا أرى أيادي سوداء تجمع البهجة من الفضاء وتمضي بها بعيدا لتلقي بها في النهر” وقال يوسف القعيد إن جلال عامر هو ما يذكره ببيرم التونسي عند كتابته للنثر ذلك لأن كتابات الراحل تشبه كلامه مما يحقق العمق في شخصيته ويضيف: رحيله خسارة كبيرة للكتابة الساخرة في مصر نظرا لما كان يملكه من موهبة كبيرة استطاع من خلالها أن يؤثر في الناس ويرسم البهجة على وجوههم بأسلوب شائق”.