عندما يمرض مواطن صغيرا كان أم كبيرا وتعجز مستشفياتنا والمراكز الطبية في علاجه إلا عن طريق «معروض» ويحتاج للوقوف معه وللمساعدة، ويهب أفراد المجتمع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعية في نشر معاناة هذا المواطن والمحاولة لإيجاد طريق لعلاجه وشفائه، هذا دليل على أنه إنسان محترم ومقدر من المجتمع، ودليل أيضا على وجود مجتمع مترابط وأصيل. لكن اكتشفنا في الأيام الأخيرة أن المواطن الإنسان الذي يسير في الشارع مع ابنه في أمان الله ليس كائنا حيا لأننا لم نستطع حمايته حتى يسقط في فتحة للصرف الصحي في محاولة إنقاذ ابنه الصغير وبسبب الإهمال والتسيب في تغطية هذه الفتحة التي لا تتعدى تكلفتها الريالات..! ولا أستبعد مطلقا أن يتم توجيه التهم لهذا المواطن الإنسان بالخطأ والتقصير بأنه يسير في الشارع ولا يعرف مدى الأخطار التي تحيط به. ذهب المواطن وابنه إلى جوار ربه كما ذهبت «لمى الروقي» وذهب المسؤول إلى السعي في الحصول على الجوائز العالمية، وبين الأمرين غضب عارم وحملة مطالبة بمحاسبة المسؤولين. مع الأسف يبدو أن مسؤولينا لا يتعلمون من الأخطاء السابقة ولم تتغير معاييرهم التي تتجلى في قيمة الإنسان وصيانة كرامته وحماية حريته، وضمان حقوقه، وتوفير أسباب السلامة لبدنه والرفق في عقله. يجب أن يموت الإنسان في سبيل كرامته ومعتقداته وفي الدفاع عن أرضه ووطنه مثلما مات الكرماء من قبله، وليس في فتحة صرف صحي.. !