تمكن مليون و400 ألف حاج من رمي الجمرات أمس، وأعلنت القوات الأمنية المشاركة في الحج استعدادها لنقل الحجاج إلى المدينةالمنورة بالتنسيق مع إمارة مكةالمكرمة. وأشار المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي إلى الكثافة الملحوظة على رمي الجمرات، لافتاً إلى أنها محل متابعة وإشراف رجال الأمن الذين تمكنوا من إدارتها وتنظيمها للمحافظة على سلامة الحجاج. وقال اللواء التركي في المؤتمر الصحفي الثالث للجهات المشاركة بالحج، الذي عقد بمقر الأمن العام في منى أمس إن منشأة الجمرات شهدت كثافة في أعداد الحجاج أثناء رمي الجمار، بما فيها الطابق الرابع وهو المخصص لمستخدمي القطار، الذي كان في السنوات الماضية الأقل استخداماً، وفي هذا العام يأتي في المرتبة الثانية بعد الدور الأرضي. واستعرض المتحدث الأمني في وزارة الداخلية ما تم إنجازه من الخطط قائلاً: «كما يعلم الجميع أنه تم تيسيير وتسهيل عمليات نقل الحجاج إلى منى ومن ثم تصعيد الحجاج من منى إلى عرفات، ومن ثم نفرتهم من عرفات إلى مزدلفة وعودتهم إلى منى في يوم عيد الأضحى المبارك، وكانت عمليات النقل بين أربعة مواقع تتم خلال 48 ساعة ما بين فجر اليوم الثاني من ذي الحجة وحتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة، وكانت المعدلات جداً ممتازة، حيث تم نقل الحجاج للتروية في البداية إلى مشعر منى خلال ثماني ساعات من مكةالمكرمة وتصعيد الحجاج إلى عرفات في حدود ست ساعات، ونفرتهم من عرفات إلى مزدلفة في حدود ثماني ساعات، والتوجه لمنى ورمي جمرة العقبة وأداء طواف الإفاضة أيضاً فيما يقارب ثماني ساعات». وبيَّن أن ال «ثماني ساعات» مأخوذة بعين الاعتبار على أساس خطط التفويج، التي تشرف عليها وزارة الحج، حيث لا يعني أن هناك مصاعب تحول دون تمكن الحجاج من التنقل من مشعر إلى آخر. وقال اللواء التركي: تمكنا من المحافظة على الأمن وسلامة الحجاج خاصة سلامة الحشود في جميع المواقع التي كانت تشهد حشوداً، كمسجد نمرة، وجبل الرحمة والمشعر الحرام وأيضاً عمليات الدخول من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى في صباح اليوم العاشر، حيث كانت هذه المرحلة تمثل إحدى أهم المهام الأمنية، خاصة أن هناك تدفقاً كبيراً من الحجاج لقصر المسافة من مزدلفة إلى منى، وكانت هناك كثافة عالية في السيارات الناقلة للحجاج، وأيضاً كثافة عالية في حركة المشاة، حيث كانت مهمة رجال الأمن أن يتم الفصل بين حركة المركبات وحركة المشاة بما يضمن سلامة الحجاج المشاة بالدرجة الأولى. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الحج حاتم قاضي أن يوم أمس رمى أكثر من مليوني حاج الجمرات موزعة كثافتهم على مختلف أدوار جسر الجمرات، الذي حل مشكلات كثيرة مثل التكدس دون أي أمتعة تذكر كما كان في السابق. وأضاف «هناك تأكيد عبر شبكة وزارة الحج من وزير الحج عبر الشبكة اللاسلكية يوم أمس على جميع المؤسسات أهمية بقاء 50% من الحجاج في مشعر منى حتى لا يكون هناك تدفق على المسجد الحرام، خاصة في اليوم الثاني عشر الذي يشهد فيه المسجد الحرام والطواف أعلى ذروة ممكنة». وبيَّن المتحدث الرسمي باسم وزراة الحج أن موضوع انتقال حجاج بيت الله الحرام إلى المدينةالمنورة يتم وفقاً لخطط وزارة الحج بالتنسيق مع إمارة منطقة مكةالمكرمة، حيث سيبدأ يوم ال14 من ذي الحجة حتى يأخذ سائقو الحافلات الوقت الكافي لأخذ قسط من الراحة لضمان سلامة الحجاج. فيما أكد قائد التوعية والإعلام في الأمن العام العقيد سامي الشويرخ أن الخطط الأمنية والمرورية، التي أعدتها قيادة قوات أمن الحج تسير وفق ما خطط لها ابتداءً من دخول الحجاج إلى مشعر منى في اليوم الثامن إلى يومنا هذا، ونأمل أن تسير باقي الخطط على هذا النسق وهذه الوتيرة. وقال: «الخطة في جسر الجمرات تسير بشكل طبيعي، وكذلك في محيط الحرم والساحات المحيطة به، ومَنْ يرغب في الطواف، هناك كثافة حقيقة في عدد مَنْ يرغبون في الرمي اليوم وهم المتعجلون من الحجاج، لكنها كثافة منضبطة وتم تنظيم السير وفق الخطط التي أعدت مسبقاً». وأشار العقيد الشويرخ إلى أن إجمالي الحالات، التي باشرتها قوات أمن الحج ومحيط المشاعر المقدسة بلغ 9732 حالة من مختلف الحالات سواءً كانت إسعافية أو مرورية أو جنائية تم التعامل معها في حينه خلال ال 24 ساعة الماضية، مبيناً أن مركز القيادة والسيطرة والتحكم بأمن الحج باشر 2212 حالة أيضاً يوم أمس إلى ساعات الصباح الباكر، حيث تم التعامل معها وحلها بأسرع وقت. وأعلن الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني العقيد عبدالله العرابي الحارثي نجاح المرحلة الثالثة من خطة الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ المتمثلة في تأمين سلامة ضيوف الرحمن في العاصمة المقدسة والمشاعر، مؤكداً استمرار وجود فرق الدفاع المدني في مشاعر منى ومزدلفة وعرفات في مواقع انتشارها وتمركزها كقوة دعم وإسناد لقوة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة والحرم الشريف ومنشأة الجمرات حتى انتهاء أعمال الحج. وأشار إلى أن قوات الدفاع المدني ستستمر في انتشارها بالعاصمة المقدسة والمشاعر حتى يوم الخامس عشر من ذي الحجة لأداء مهامها في متابعة اشتراطات السلامة في مخيمات الحجيج بمنى بما في ذلك مخيمات الحجاج المتعجلين، والتأكد من خلوها من كل ما يمثل خطراً على سلامة الحجيج من خلال الجولات التفتيشية لفرق الإشراف الوقائي ودوريات السلامة، التي وصل عددها منذ بدء مهمة الحج لأكثر من 2100 جولة تفتيشية بالإضافة إلى تطوير خطة انتشار وحدات الدفاع المدني ودعمها بقوة إضافية لتغطية جميع أرجاء المنشأة، خاصة المناطق التي تشهد كثافة في أعداد الحجاج أثناء رمي الجمرات، واستمرار فرق الدفاع المدني في تغطية جميع طرق الحجاج بالعاصمة المقدسة بفرق التدخل السريع للتعامل مع أي مشكلات طارئة بالتنسيق مع الأمن العام والمرور، إضافة إلى استمرار أعمال فرق رصد معدلات التلوث في شبكة الأنفاق خلال فترة توجه الحجاج من المشاعر إلى العاصمة المقدسة. بدوره، أوضح ممثل هيئة الهلال الأحمر السعودي بندر بارحيمة أن إحصائية الهيئة سجلت بنهاية يوم أمس 13 ألفاً و210 بلاغات تم التعامل معها أي بزيادة تقدر ب 45% عن العام الماضي، مشيراً إلى أن الحالات لم تكن حرجة أو خطيرة، وأن جميع الحالات كانت ناتجة عن إجهاد حراري أو تاريخ مرضي سابق، مضيفاً أن الحالات التي نقلها الهلال الأحمر إلى المنشآت الصحية بلغت 329 حالة إسعافية، فيما تم علاج 10181 حالة في المواقع لافتاً إلى أن إجمالي البلاغات في مشعر منى حتى تاريخ يوم أمس بلغ 2669 حالة، ونقل 442 حالة إلى المنشآت الصحية. وأكد ممثل هيئة الهلال الأحمر السعودي أن الأرقام تؤكد تخفيف الحمل على المنشآت الصحية في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة، بمساعدة الإسعاف الجوي الذي قام حتى الآن ب 269 رحلة إسعافية، منها 97 رحلة إسعافية تم خلالها نقل 120 حالة من المهابط في منى، وكذلك في عرفات وأيضاً من المستشفيات في المشاعر المقدسة. وتطرق إلى أن فرق الدراجات الإسعافية سجلت هذا العام زيادة بلغت 20%، إذ تم علاج 421 حالة من خلال الأطباء العاملين بالدرجات النارية في المنطقة المركزية وفي مزدلفة، في حين باشر فريق الاستجابة المتقدمة 529 حالة، وجميع هذه الحالات لم يتم نقلها إلى المستشفيات بل تم علاجها في المواقع إلى جانب فريق العنايات والفرق الراجلة في الحرم المكي الشريف، الذي تعامل مع 1785 حالة، مفيداً أن عدد الفرق الراجلة في المسجد الحرام 876 فرقة. وأوضح أن فريق تطوع هيئة الهلال الأحمر سجل 2345 حالة، وتعاملت وحدة التدخل السريع التي أضيفت هذا العام، وهي عبارة عن وحدة عناية مع 621 حالة.