يفترض أن يأتي العيد لتهدأ الأنفس وتتصافى القلوب – كل القلوب – ويبدأ كل منا في إعادة فتح أكبر قدر ممكن من الصفحات الجديدة مع الآخرين، صفحات جديدة مهما بلغ الخلاف والاختلاف، ومهما اتسعت فجوة الجفاء، ومهما كان سبب جفاء الناس للناس. كنا وما زلنا نظن أن العيد ليس مناسبة دينية فقط، هو دائرة فرح كبيرة تحتوينا لنندمج فيها، لنتسامح، ونفرح، ولنكتب فصلا جديدا من التفاؤل والحب والاحتواء، فنحن اليوم، ووسط أمواج المجتمع المتلاطمة أصبحنا في حاجة لهذا النوع من الفرح. العيد الذي تسوقنا فطرتنا للاحتفاء به، هو مناسبة جيدة لتحقيق كثير من الأهداف، هو فرصة للصفح، والقرب، والتقارب، فرصة للنسيان، وفتح أكبر قدر ممكن من الصفحات الجديدة، في وقت يجب أن ننظف فيه قلوبنا من جراثيم القلوب، وكل ما يلّوث حياتنا من منغصات الحياة وهمومها. ولأن الوسط الرياضي المحتقن يشكل جزءا أساسيا من تركيبتنا ونسيجنا الاجتماعي المهم، النسيج الذي يحتفل كل أفراده هذه الأيام بنعمة الحياة وأخلاق الإسلام وفرحة عيد المسلمين، فهذه فرصة لإغلاق كثير من الخلافات والاختلافات، هي فرصة سانحة لتجاوز الزلات والتفكير بمستقبل أفضل وأجمل و«لين» من قسوة القلوب. يا أهل الرياضة.. تسامحوا، واصفحوا، وابتسموا.. تقبل الله طاعاتكم، وكل عام وأنتم بخير. وعلى المحبة نلتقي.