تسجل القوات الجوية ممثلة في قاعدة الملك فهد الجوية حضورها في تنفيذ الخطة الأمنية لموسم الحج هذا العام، من خلال إسناد وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى بعدة أنواع من الطائرات العمودية، لتنظيم ومتابعة حركة الحجاج في أماكن الحشود، والحركة المرورية للمركبات، والمراقبة الجوية في المشاعر المقدسة، وتفقّد الخدمات المقدمة للحجاج، وإخلاء المصابين من الكوارث الطبيعية -لا سمح الله ۔ ويقف خلف هذه المفرزة الجوية تاريخ من البناء للقوات الجوية بشكلٍ عام وقاعدة الملك فهد الجوية بالطائف بشكلٍ خاص. وقد بدأت التشكيلات الحالية للقوات الجوية بمكتب صغير تابع لوكالة الدفاع في جدة، وأخذت تتوسع وتتطور تدريجياً حتى تأسيس سلاح الطيران الملكي السعودي، عندما رُفع علم السلاح على أول حظيرة للطائرات تقام في مطار جدة فيعتبر هذا اليوم ميلاد القوات الجوية. ومرت القوات الجوية أثناء تطورها بثلاث مراحل مهمة. ومن هذه المراحل المرحلة الثالثة (1385ه / 1965م) التي بدأت خطوات تطوير القوات الجوية مع انتقال قيادة سلاح الطيران من جدة إلى الرياض في أوائل عام 1384ه وبدأ تاريخ الطائرات العمودية بالقوات الجوية في أواسط عام (1383ه / 1964م)، بوصول الطائرات العمودية نوع (اللوت -3) فرنسية الصنع، وكان عددها طائرتين وذلك لعمليات البحث والإنقاذ. وكي تواكب الطائرات العمودية وتطور القوات الجوية فقد تم شراء عدد من الطائرات العمودية مختلفة الأنواع منها (أب 205، 206 ، 212)، حيث تم تشكيل جناح البحث والإنقاذ للطائرات العمودية في مدينة الطائف في مفرزة القوات الجوية وسميت لاحقاً بقاعدة الطائف (1386ه) وفي عام (1394ه) تم تشكيل سرب تدريب وسرب لعمليات البحث والإنقاذ في كل قاعدة. وتُعد الطائرات العمودية (412) من أهم الطائرات متوسطة الحجم، وهي ذات محركين مزودة بأحدث أجهزة الطيران والملاحة الحديثة، وأجهزة البحث والإنقاذ وأجهزة الرؤية الليلية وتعمل في جميع الأوقات ليلاً ونهاراً لعمليات البحث والإنقاذ البري والبحري إضافة إلى رافعة إنقاذ متطور ومعدات نقل المرضى. وهناك طائرة الكوغر، التي يمكن أن تتزود بالوقود جواً، وذات نظام طفو مائي اضطراري، وتحمل رادار إنذار مبكراً مرتبطاً بالصفائح الحرارية، ونظام التشتيت الحراري، وكاميرا الرؤية الحرارية، وأداة البحث الضوئي، ونظام الملاحة الجوية، ورادار إنذار الطقس. كما أن هناك عربات الأرصاد الجوي، التي تعمل بدعم من سمو ولي العهد لأول مرة في مطارات المشاعر المقدسة. وقد دخلت هذه العربات موسم الحج لأول مرة في هذا العام، وفيها تقنيات متقدمة جداً. وتؤمّن القوات الجوية عدداً من الطائرات العمودية، التي تعمل من مفرزة القوات الجوية التابعة لقاعدة الملك فهد الجوية بالقطاع الغربي. وتسهم في تحقيق متطلبات وزارة الثقافة والإعلام من خلال تصوير المشاعر المقدسة أثناء وقوف الحجاج بعرفات والنفرة منها وأيام التشريق حسب الحاجة. وتساند وزارة الصحة في عمليات الإخلاء الطبي في الحالات الضرورية القصوى ونقل الفرق الطبية المتحركة مع معداتهم من الأجهزة اليدوية الخفيفة من المستشفيات المجهزة بالمهابط إلى أقرب مهبط مستشفى أو موقع ملائم للهبوط. وتدعّم وزارة الشؤون البلدية والقروية (أمانة العاصمة المقدسة) للقيام برحلات طيران لمراقبة المشاعر وتنظيم الماشية والإشراف على النظافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومتابعة السيول بعد هطول الأمطار.