يمتزج هدير محركات طائرات التورنيدو مع أزيز مروحيات الأباتشي محدثاً جلبة كبيرة حول المدرج الشمالي في قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط، حيث يصطف أسطول طائرات القطاع الجنوبي التابع للقوات الجوية السعودية، المنوط به جملة من المهام الاستطلاعية والحربية في إطار المواجهات اليومية مع المتسللين «جنوب السعودية». واستحالت قاعدة الملك خالد الجوية التي يمكن اعتبارها بمثابة أول خطوط النار "خلية نحل" لا تهدأ، إذ قاد كادرها حملات التأديب السعودية، منذ أول أيام المواجهات، وانخرط الموظفون في دوامة عمل يتواصل على مدار الساعة، فتلك طائرة تحلق لضرب أهداف إستراتيجية مهمة، وهناك أخرى تهبط بعد أن صدت تقدم مجموعة من المتسللين، وبينهما مجموعة من الفنيين يعاينون طائرة توشك على الإقلاع. إلى ذلك، اعتمدت القوات الجوية السعودية استراتيجية مركزية القيادة لا مركزية التنفيذ، إذ "يتولى مركز قيادة العمليات في القطاع الجنوبي نقل الأوامر الصادرة من المقر الرئيس للقيادة الجوية في الرياض إلى الأسراب الجوية بالقاعدة لتنفيذها على الفور، كما يقول قائد القطاع الجنوبي قائد قاعدة الملك خالد الجوية اللواء محمد صالح العتيبي، الذي أوضح أن أسطول طائراته يقوم بمهام هجومية وأخرى دفاعية وثالثة تموينية ورابعة استطلاعية «تنفذها طائرات بعضها مزود بأسلحة ثقيلة، وأخرى خفيفة، وثالثة مخصصة للعمليات الاستطلاعية والتصوير الحراري والفوتوغرافي والإنذار المبكر». ويظهر جلياً للمتجول بين حنايا القاعدة الجوية حال التأهب القصوى وجو الاستعداد الدائم الذي طوق جنباتها كافة، معلناً حالاً من الاستنفار الكامل، انخرط معها العاملون كل بحسب اختصاصه. ويلحظ الذي يسمح له بالدخول إلى سرب المراقبة الجوية «الأبراج الجوية ووحدات الرادار» ، جلياً التركيز التام الذي يطوق كل من وطأت قدماه أرضية مقر السرب، وتسمر العشرات أمام تلك الشاشات العملاقة والأجهزة الحديثة لتتبع مسار الطائرات المغادرة والمقبلة من الجبهة، ومعرفة كل ما يستجد مع طواقمها. وفي أحد أركان القاعدة الجوية، انخرط مجموعة من الجنود في سلسلة من المهام الفنية لتجهيز وصيانة جملة من الطائرات المتعددة الأنواع والاستخدامات سريعاً قبل أن تعود إلى الجبهة «من جديد» لتنفيذ سلسلة من الأوامر الحربية. وبدت على ملامحهم علامات الفخر وظهرت على سواعدهم دلائل مهنيتهم العالية وتجهيزهم الرفيع، إذ قطعوا ساعات عملهم سريعاً في تجهيز الطائرات وشحن مستودعاتها بالذخيرة الحية، للذود عن الوطن وصد أي عدوان على حدوده. وتولت أسراب القوات الجوية مهمة تطهير الحدود وصد أي محاولات للتسلل منذ أول أيام المواجهات، كما تضطلع بمهمة تمشيط الحدود على مدار الساعة. ويزخر سرب الطائرات السعودية المقاتلة بمجموعة زاخرة من أحدث المقاتلات العالمية، اذ تتوج نفاثة ال «إف 15» التي تعتبر أقوى وأشرس الطائرات في العالم، عقد الطائرات الحربية الذي يضم نفاثة التورنيدو (تتولى المهام الهجومية والدفاعية)، إضافة إلى طائرات الكوغر الفرنسية (تعنى بمهام البحث وإنقاذ المقاتلين والمصابين في أرض المعركة)، فضلاً عن طائرات الأباتشي الأميركية (تساند القوات السطحية)، وطائرة التانكر العملاقة (تطير بحمولة 118 ألف رطل من الوقود تزود بها أكثر من 20 مقاتلة في أرض المعركة).