دعت رابطة العالم الإسلامي المسلمين إلى أن يستلهموا المعاني السامية العظيمة لشعيرة الحج، واستشعار ما يتضمنه الحج من معانٍ ومقاصد تؤصِّل في حياة المسلمين روح الأخوة والوحدة والتضامن والقوة، والاعتزاز بدينهم وأن يعرِّفوا به وينشروا محاسنه بين الناس، ويُبينوا للعالم أجمع أن الأمة الإسلامية العظيمة قد سطرت في سجلات التاريخ مآثر كبرى عندما كانت تسير على نهج الإسلام. وقالت في بيان أصدره أمس الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بمناسبة وقوف حجاج بيت الله الحرام يوم غد على صعيد عرفات الطاهر: إن رابطة العالم الإسلامي في هذا اليوم المبارك، يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً»، تدعو المسلمين كافة إلى تعميق الأخوة والوحدة، والتضامن، والتعاون بينهم في إبراز قيم الإسلام العظيمة، وأنه رحمة للعالمين «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، متذكرين ما سطرته أمتهم في ماضيها المجيد من مآثر للبشرية كلها، يوم أن كانت مهتدية بهديه، ومتأملين واقع الأمة المعاصر، وما تعانيه من تراجع وتمزق، وأن السبب الرئيس لذلك هو ضعف الارتباط بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعدم الاحتكام إليهما، وأن المخرج من ذلك العودة الجادة والصحيحة لهذا الدين، والاعتصام بحبل الله المتين «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»، وأكدت رابطة العالم الإسلامي أنها حذرت في مناسبات عديدة من خطر الطائفية البغيضة والحزبية المقيتة وأنها تزيد من فرقة الأمة، وتفجِّر الصراع والنزاع في مجتمعات المسلمين. وقالت في بيانها: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – أعزَّه الله- يحذر في مختلف المناسبات من التفرق والتحزب والطائفية ويؤكد على ضرورة قيام العلماء بواجبهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة، ومن أجل ذلك عقدت الرابطة مؤتمر مكة الخامس عشر عن «الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة» لإدراكها أن ما تعانيه الأمة اليوم من تمزق وانقسام سببه اتساع الخلل الحاصل في بيئتها الثقافية. وأكد المؤتمر على أهمية الإصلاح الثقافي وفق قيم الإسلام الجامعة، ووسطيته وعدله، ودعت المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التعرف على حقوق الإنسان في الإسلام، ففي خطبة النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع قال: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام). وبينت الرابطة في بيانها أن الإرهاب والتطرف يفتك بالمسلمين اليوم، حيث أصدرت الرابطة بيانات وعقدت مؤتمرات في التحذير منه، ومن كل جماعة تخلط بين الإرهاب والجهاد وتكفِّر المجتمع وتدعو إلى الخروج عن طاعة ولاة الأمر، وتستبيح الدماء المعصومة معلنة ولاءها الحزبي أو الطائفي بدلاً من الولاء للإسلام مما يتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويفرق الأمة، ويمزق صفها، ويضعف قوتها.