بينما أكتب مقالي هذا تذكَّرت مقالاً سابقاً لي قبل أشهر كنت قد عنونته بِ «شاي Janet الإنجليزي وثروتنا»، كنت حينها أتحدث مع المشرفة الدراسية حول بعض الأمور المتعلقة بالدراسة وأثناء الحديث تطرّقنا إلى مشروع الملك عبد الله -أطال الله عمره- للابتعاث الخارجي الذي استثمر في الإنسان السعودي وهذا لا يلغي أيضاً باقي الجهات في الدولة التي تبعث سنوياً عدداً من موظفيها وموظفاتها لبناء الوطن على جميع الأصعدة. تقول الحِكمة «من جد وجد ومن زرع حصد» وتكريم سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وإيرلندا ممثلة بسفيرنا الإنسان محمد بن نواف مثال لذلك حيث تزامن ذلك مع اليوم الوطني الرابع والثمانين للمملكة العربية السعودية وفي جو وطني جميل بمقرها في لندن في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر للعام 2014 حيث كرمت مجموعة من الطلبة والطالبات من المبتعثين المتميزين الذين نالوا جوائز تقديرية وفازوا ببراءات اختراع أو قدموا أعمالاً علمية مميزة في دراساتهم وأبحاثهم خلال مسيرتهم العلمية، السفير حث في كلمته الطلبة والطالبات على العِلم بإخلاص وعمل. كما إنَّ التعلّمُ المستمِرّ هو الاكتسابِ العِلمي لا الوقوف في مرحَلة مُعينة والعِلم لم يكن مرتبطاً في جزئيِّة ما أو مكانٍ ما بل له عدَّة طرق يستطيع الفرد من خلالها الوصول إلى مُبتغاه، وطلب العلم فريضة على كل مسلم كما أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام. وللمرأة السعودية الدور البارز في المجالات العلمية والعملية محلياً ودولياً حيث نالت أعلى مراتب التفوّق والنجاح وارتقت بعلمها وبوطنها إلى سماء العالميّة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعم الأول للمرأة السعودية، حيث وصلت إلى المراتِب العالمية بعلمها ورقيها وبحفاظها على الهوية الإسلامية، فالعلم نِبراس يضيء للناس طريقهم، وهو شرف فوق رؤوس العلماء. فالنساء السعوديات المتميزات اللاتي حققن نجاحات على المستويين المحلي والدولي رفعن أسهم الدولة علمياً، ونلن على إثرها الجوائز وشهادات التقدير، ولعل أبرز أسباب تفوق المرأة السعودية هو فتح مجال التعليم بأنواعه أمام الفتاة السعودية والاهتمام بها على المستوى الشعبي والرسمي. يقول نابليون «العباقرة شهب كتب عليها أن تحترق؛ لإنارة عصورها» والمبتعثة إلى جامعة UCL الدكتورة نوف بنت سليمان النمير في تخصص علم الوراثيات الجزئية وبرمجة المعلومات الحيوية هي من النساء اللاتي أنرن الطرق البحثية بعلمها فهي بحر من الرقي يلتمسه المتحدث مع قامتها العلمية لتضيف كثيراً من العلم أثناء حديثها حول بحثها العلمي الذي يتمحور حول استباقية توقع الضرر والأمراض الناتجة عن أي طفرة جينية حديثة بغرض فهم طُرق علاجية مختلفة، فهي ومن خلال بحثها اكتشفت الطريقة العلمية لتطبيق هذهِ الدراسة الاستباقية على بعض الطفرات الجينية المصاحبة لأمراض القلب. كما أن للدكتورة نوف مشاركات علميِّة عديدة ومشاركتها ضمن وفد وزارة الصحة السعودية في مؤتمر منظمة الصحة العالميّة في جنيف 2014 يعكس لنا القيمة العلميّة لفتيات الوطن. إنَّ هذا التخصص الدقيق الجامع بين علمين، يعكس لنا جميعاً القيمة العلمية للمرأة السعودية التي أصبحت تنافس الرجل، بل إن بعضهن تفوقن على الرجال بعلمهن. ويثبت لنا ذلك استخدام أحد المكرَّمين وهو عيسى سبعي لبحث الدكتورة الشابة نوف النمير كأحد المراجع العلمية في بحثه للدكتوراة وتكريمها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف في الحفل المصاحب لليوم الوطني في المملكة المتحدة، كان دافعاً لتقديم كثير لهذا الوطن كما تقول العالمة الشابة التي نفتخر بها. يقول الدؤلي العلم كنز وذخر لا فناء له… نعمَ القرين إذا ما صاحب الصحبا.