بعدما نادى المذيع الداخلي في المطار بالتوجه إلى بوابة السفر، اصطف الركاب في البداية في طابور أمام البوابة، ثم ما لبث آخرون أن جاءوا من اليمين واليسار، وتكوموا كأنهم في مظاهرة احتجاجية وليس طابورا لمسافرين يستعدون للمرور من أمام موظف شركة الخطوط. قال لي مسافر بعد أن رأى أن الأمر قد تحول إلى صراع: «خلك ذيب»، ووجدت أننا تحولنا في دقائق إلى «ذيابة» لكي ندخل، وكان بيننا ذئاب شقر، أنا متأكد أنهم لو كانوا في ديارهم لالتزموا بالطابور خوفا من نظرات الناس واستهجانهم لو فكروا بالاستئذاب. «خلّك ذيب» تحول معناها إلى «خلّك قليل أدب»، والذئب المسكين براء كبراءته من دم يوسف من هذه الخصلة البشرية. من المسؤول عن «ذئبنة» المجتمع، وتأخير تحوله إلى مجتمع متحضر، يحترم النظام ويلتزم به؟!. سأتجاوز التربية والتعليم لأنها أمر مفروغ منه، وأركز على دور المؤسسات والشركات في ترسيخ ثقافة الانتظام في عملائهم، وهم بذلك يساهمون في تعزيزها في المجتمع، ففي المثال السابق؛ كان بإمكان شركة الطيران أن تضع حواجز وموظفا لتنظيم الصف، أو أن تنادي كما تفعل الشركات المحترمة بالترتيب على الأسر التي لديها أطفال وركاب درجة الأعمال، ثم أصحاب المقاعد المتأخرة فالمتقدمة. وبذلك لا تحوج البشر للتحول إلى ذئاب!.