عاصمة عربية جديدة ترتهن لحكام طهران، فبعد بيروت ودمشق وبغداد أطبق الحوثيون على العاصمة اليمينة صنعاء وباتت إيران حاضرة في القرار السياسي اليمني، كما هي حاضرة بقوة في عواصم عربية أخرى. الحوثيون سيفرضون وجودهم وشراكتهم في حكم اليمن اليوم بينما دباباتهم تحاصر وتحتل مقرات السلطة التي أسس لها الرئيس السابق علي عبدالله صالح. الرئيس صالح أوجد نظاماً سياسياً مؤسساً على إدارة الصراعات بين القوى السياسية اليمنية محافظاً على عصا القيادة والبقاء في الموقع الأقوى لإدارة هذه العملية الخطرة التي باتت تهدد وحدة اليمن. هذه العملية ضمت الحوثيين والإخوان المسلمين والقوى الجنوبية كأطراف رئيسة في المشهد يُضاف إليها تنظيم القاعدة الذي يسعى هو الآخر لنيل حصته من الكعكة اليمينة. سيقبل الحوثيون بالشراكة الوطنية لكن ضمن مفهوم «الثلث المعطِّل» على طريقة حزب الله اللبناني أو في إطار صيغة تضمن تسلمهم الوزرات الأمنية لبناء قاعدة للمليشيات الطائفية كما فعل نوري المالكي في العراق، وإن لم يحدث هذا سيكون قرارهم بالاستمرار في حرب مفتوحة كما يحدث في سوريا. دخول الحوثيين إلى العاصمة قبل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي حضَّر له الممثل الأممي جمال بن عمر – الذي لم تتضح معالمه بعد- يشير بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا اتفاق دون تحقيق مطالب الحوثيين كاملة وهي بالطبع ليست خفض أسعار الوقود. الحوثيون ألمحوا قبل أيام إلى رغبتهم في الاستحواذ على وزارات سيادية وأن يُعيَّن سفير اليمن لدى طهران من قِبَلهم، بالإضافة إلى مطالبتهم بالمنفذ الجوي والبحري. اليوم باتت صنعاء في قبضتهم فهل يتحد اليمينون لتشكيل حكومة وحدة وطنية دون محاصصات طائفية وهل يتغلب الرئيس هادي على ما أسس له صالح؟