تمكن عملاء من المخابرات التركية من إعادة 46 رهينة خطفهم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في شمال العراق إلى تركيا أمس، في عملية إنقاذ أحاطت بها السرية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن ثلاثة مدنيين غير أتراك خطفوا في الهجوم ذاته وأفرج عنهم أيضاً خلال العملية التي تمت أمس. وقالت مصادر أمنية إن الرهائن أفرج عنهم خلال الليل في بلدة تل أبيض على الجانب السوري من الحدود مع تركيا بعد نقلهم من مدينة الرقة شرق سوريا حيث معقل داعش. ورفض مسؤولون الكشف عن تفاصيل بشأن عملية الإنقاذ. وأعيد هؤلاء الرهائن وبينهم القنصل وأبناء دبلوماسيين وجنود من القوات الخاصة إلى مدينة شانلي أورفا جنوبتركيا في الساعات الأولى من صباح أمس السبت. وهرع أفراد الأسر على درجات سلم الطائرة التي حملت الرهائن المحررين إلى العاصمة أنقرة من شانلي أورفا، حيث كان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في استقبالهم. ولوح مجموعة من الأنصار بالأعلام التركية فيما عانق داود أوغلو القنصل العام وأفراد أسر الدبلوماسيين قبل أن يخاطب الحشود من فوق حافلة قائلاً إن السلطات عملت بلا كلل للإفراج عن الرهائن. وقال أردوغان في بيان «أشكر رئيس الوزراء وزملاءه على العملية المعدة مسبقاً والمحسوبة بعناية، التي نفذت بسرية أثناء الليل». وأضاف «تابعت وكالة المخابرات التركية الوضع بشكل حساس وبصبر منذ البداية ونتيجة لذلك نفذت عملية إنقاذ ناجحة». وفي كلمة للصحفيين أثناء وجوده في أذربيجان في وقت سابق، رفض داود أوغلو الكشف عن تفاصيل بشأن ظروف الإفراج عن الرهائن. وقال في تصريحات بثتها هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية «كانت عملية تمت بأساليب المخابرات، والعمل كان مكثفاً في الأيام الأخيرة». وخُطفت المجموعة من القنصلية التركية في الموصل بالعراق في 11 يونيو خلال هجوم خاطف نفذه متشددو تنظيم «داعش». وقالت قناة (إن.تي.في) التليفزيونية التركية إن تركيا لم تدفع فدية مقابل الإفراج عن الرهائن، ولم تذكر القناة التليفزيونية كيف حصلت على هذه المعلومات، لكنها قالت إن المخابرات تتبعت الرهائن أثناء نقلهم لثمانية مواقع مختلفة خلال أكثر من 100 يوم في الأسر. وأثار تقدم تنظيم «داعش» الخاطف قلق أنقرة وحلفائها الغربيين ودفعهم لتكثيف عملية تبادل المعلومات وتشديد التعاون الأمني. وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أمس إن عشرات الآلاف من الأكراد السوريين دخلوا تركيا أمس بعد أن سيطر «داعش» على عشرات البلدات القريبة من الحدود.