قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش خلال كلمته في المؤتمر، الخليج العربي والتحديات الإقليمية: إن مجلس التعاون دعامة لأمن المنطقة، وأثبت من خلال نهجه الثابت قدرته على التصدي للتحديات التي تواجهنا. لقد أثبتت منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دورها المحوري في الاستقرار والأمن الاقليمي خلال الأعوام الماضية، حيث أكدت قدرتها على مجابهة التحديات المحلية، وقدرتها على الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الأمنية من خلال آليات على رأسها آلية درع الجزيرة للدفاع المشترك. وأكد قرقاش إن دول مجلس التعاون تناصر مبدأ الاعتدال في سياستها الخارجية، وتناهض التطرف بكل أشكاله وتدعو إلى الوسطية والتسامح والتعايش مع عالم أرحب وعالم أوسع. سياساتنا الخارجية تقوم على هذه المبادئ المعتدلة وعليه فإننا ندعم الانفتاح، ونحن في بحث مشترك دائم للعمل مع الشركاء الدوليين لتأسيس شراكات استراتيجية تتعدى الجوانب الأمنية إلى الجوانب الاقتصادية والتنموية والاستثمارية. كما أننا نسعى في منطقة صعبة إلى تحقيق توازن إقليمي من خلال علاقات متكافئة، نضمن من خلالها ألا تكون هناك هيمنة إقليمية في منطقة صعبة. وأشار إلى أن تحركات ما يسمى الإسلام السياسي المتطرف يمثل تحدياً رئيساً لنا، بات يشل مسيرة عديد من دول المنطقة نحو التقدم وبناء المؤسسات الشرعية، ويواصل أتباعه في المضي قدما نحو أهدافهم دون الأخذ في الاعتبار الآثار السلبية طويلة المدى على المنطقة وعلى دول المجلس. وشدد أنه في هذا اللقاء تبرز أهمية حقيقة تمكين الفصائل المعتدلة على حساب تلك المتطرفة، ونرى أيضا الجريمة العابرة للحدود الوطنية مشكلة رئيسة والإرهاب يمثل أحد هذه الجوانب، فهو جريمة متنامية وتهديد كبير جداً للأمن الوطني، وأشار اعتمدت الإمارات قانونا اتحاديا جديدا بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية، يجرم من تثبت عليهم تهمة التحريض على الإرهاب أو القيام بالأعمال الإرهابية وتؤمن بأهمية التنسيق الدولي. وقال نحن عضو فعال في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ونعتقد أن اللجنة الدائمة التابعة لدول مجلس التعاون والمختصة بمكافحة الإرهاب التي تم تأسيسها في عام 2006، هي أيضاً جزء من هذه المنظومة الإقليمية الدولية، التي يجب أن تتعزز لمواجهة هذا الخطر المتنامي. أخطر الجماعات الإرهابية تأثيراً حالياً ما يعرف بتنظيم «داعش»، وأعتقد أننا كلنا نستهجن تسمية دولتها بالدولة الإسلامية وهي دولة غير إسلامية حقيقة، لأن الإسلام براء من دولة بهذا الشكل وهذه الممارسات، فهذا التنظيم عاث فساداً وقام بأبشع الجرائم في كل من سوريا والعراق، مستغلاً الفراغ السياسي والأوضاع السياسية غير المستقرة، مستتراً تحت جرائم النظام في الأولى متحدياً مكون الدولة في الثانية.