اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع زعماء أتراك اليوم الجمعة في محاولة لكسب تأييد لشن حملة عسكرية تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلا ان عزوف أنقرة عن القيام بدور قيادي يبين مدى صعوبة بناء تحالف لخوض حرب إقليمية. ويقوم كيري بجولة في منطقة الشرق الأوسط لحشد تأييد لخطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أعلنها الأربعاء والتي تقضي بضرب جانبي الحدود السورية العراقية لدحر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي الدولتين. وتركيا -وهي عضو في حلف شمال الأطلسي وتتشارك في حدود طويلة مع كل من سورياوالعراق- أحد الحلفاء الرئيسيين لواشنطن في المنطقة إلا انها تجنبت بصراحة حتى الآن الزام نفسها بحملة عسكرية جديدة. ويقلل مسؤولون أمريكيون من فرص إقناع أنقرة بلعب دور كبير في أي حملة عسكرية قائلين بأن المباحثات ستركز على عدة مسائل منها جهود تركيا للقضاء على تدفق المقاتلين الاجانب الذين يعبرون حدودها ودورها في تقديم مساعدات إنسانية. تجيء اجتماعات كيري في أنقرة بعد يوم واحد من قيام واشنطن بضم عشرة حلفاء عرب إلى "حملة عسكرية منسقة" ضد تنظيم الدولةالإسلامية. الا ان تركيا التي حضرت مباحثات جرت أمس الخميس في السعودية لم تنضم إلى الدول العربية في التوقيع على بيان ختامي. وقال مسؤول تركي كبير إن أنقرة نأت بنفسها عن البيان جزئيا بسبب مدى حساسية الجهود الرامية لتحرير 46 رهينة تركيا احتجزهم مقاتلو الدول الإسلامية في العراق في يونيو حزيران الماضي. إلا أن وسائل اعلام تركية مؤيدة للحكومة نشرت مقالات اليوم الجمعة تعبر عن تشكك أوسع نطاقا تجاه خطط أوباما. وأكد مسؤولون أمريكيون أن بوسع تركيا المساعدة من خلال سبل أخرى دون أن تلزم نفسها بالانضمام إلى تحالف عسكري وليد. وقال مسؤول أمريكي كبير بوزارة الخارجية قبل المحادثات "لعب الأتراك دورا استثنائيا في موضوعات انسانية تتعلق بالوضع…وسيلعبون دورا ويلعبون دورا جوهريا في جهودنا لضرب تسهيلات المقاتلين الاجانب ومجابهة تمويل الإرهابيين." وقال المسؤول: "نرى أن نهجنا لتحقيق الاستقرار والأمن في سورياوالعراق وفي الحملة ضد الدولة الإسلامية سيكون شموليا ويشمل قنوات للجهد تتجاوز العمل العسكري."