- في زيارة خاطفة لصديقي عند أغنامه في الصحراء!، كنا نتناقش في بعض الأمور الخفيفة!، كنت أسير وراءه كالمعتوه وهو ينتقل من مكان إلى مكان ومن غرض إلى غرض! – كنت قد قلت له: يجب ألا يذهب «شبابك» بين الأغنام، وعمرك من أجلها؟!، فانطلق بحديث عن سعادته وثروته التي وجدها من خلال «الأغنام»! – الأغنام وقتها كانت في «فسحتها اليومية!» في البرية ولم تكن موجودة في الموقع وحين اقترب وصولها مع غروب الشمس فتح لها بيتها – وهو عبارة عن سياج دائري – ووضع «العلف» والماء في «حياض» كبيرة داخل الشبك، ونثر الخبز اليابس في بعض الأماكن! – وصلت الأغنام «لوحدها!» واتجهت مباشرة إلى «السياج» فأغلق الباب، قلت: أنا ابن بدو ولكن رفض والدي أن أرعى الغنم مصراً على الدراسة!، لذا أجبني دون سخرية: كيف تطيق الأغنام صبراً على هذا «السياج» بعد جولة البرية؟! وكيف تتجه مباشرة إلى «بيتها»؟! هل يحدث هذا بعد سنوات من التدريب؟! – ضحك صاحبي وقال: لن تفيدك الحضارة شيئاً، عد إلى «بداوتك»!، هذه «الأغنام» ياصديقي تكره جولة «البرية»! لأن «نعيمها» في «سياجها»!، هن تدرك أن خارج السياج لا وجود للحياة!.. ألم تلاحظ هذا الخروف الذي لم يغادر «السياج»؟! – ثم أن هذه «الأغنام» لها قائد من فصيلتها!، في رقبته جرس يسير خلف صوت الجرس كل هذا القطيع!، وانظر إلى هذا «الكلب»!، هو في حالة تفاهم مع صاحب الجرس والويل لمن يترك القطيع! – سبحان الله!، كان صاحبي يقول لي: انظر..انظر!، ولم أكن أنظر.. كنت أتأمل!