كان لتوجيهات وزارة الداخلية بتقيد موظفي الجوازات في «كاونترات» صالات المغادرة والقدوم بالزي الوطني المدني (الثوب والشماغ والعقال) أثر كبير في نفوس المسافرين مما أزال أي حاجز في سبيل حصول المسافر على الخدمة المطلوبة بكل أريحية وأيضاً الراحة النفسية لدى الموظف دون الشعور بأي فارق أو بعد نفسي بين مقدم الخدمة والمستفيد. فمجرد تغيير الزي أعطى الشخص المختص مزيداً من الصلاحيات والشعور بالانتماء، وذلك في سبيل تغيير الصورة الذهنية عن منسوبي الجوازات، عبر اعتماد حسن التعامل وسرعة إنهاء الإجراءات للقادمين والمغادرين. وكما هو مصرح به فقد اُتخذت هذه الخطوة في سبيل تطوير أعمال الجوازات بالمنافذ الجوية الدولية، والرفع من مستوى أداء العاملين لإنهاء إجراءات الركاب في صالات المغادرة والقدوم. في الآونة الأخيرة سمعنا ورأينا حوادث تتعلق بجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من تجن واعتداءات سواء من قبل أفراد من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعبر عن تصرفاتهم الشخصية التي هي بعيدة كل البعد عن المنهج السوي وفي المقابل اعتداءات وممارسات إجرامية على أفراد الهيئات من قبل أفراد وجناة أقض مضاجعهم وجود مثل هذا الجهاز إما لأسباب شخصية أو لأنها نتاج لتبعات قضايا فردية تتعلق بهم. والغريب في الأمر أن هذا الجهاز عبارة عن جهاز مستقل يرتبط تنظيمياً برئيس مجلس الوزراء مما يجعله يستمد القوة والصلاحيات منه كمرجع، فضلاً عن كونه في الأصل شعيرة من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة. ومع كثرة حالات التجني والاعتداءات على أعضاء الهيئة تنوعت مطالب الناس وآراؤهم حول كيفية منع مثل هذه الاعتداءات فكان منها على سبيل المثال تسليح الأفراد أسوة بباقي أجهزة وزارة الداخلية، ومنها زيادة أعداد أفراد الشرطة التابعين لهم، ومنها إصدار عقوبات رادعة على المعتدين وغيرها.. وكلها آراء لاشك أنها محل نظر ودراسة. ولعل من الأجدر والأسهل على رئاسة الهيئات هو مجرد تغيير الزي السعودي إلى زي أشبه ما يكون بالزي العسكري الرسمي مما يعطي لرجل الهيئة مزيداً من الهيبة وأيضاً شعوراً بالانتماء لمرجعه، أضف إلى ذلك أنه سيسهم في منع من تسوّل له نفسه انتحال صفة أفراد الهيئة، فأعضاء الهيئة لا يمكن معرفتهم إلا من خلال وجود البطاقات الرسمية أو بمرافقة فرد من أفراد الشرطة معهم أو عن طريق مركباتهم، وفي أحايين كثيرة لا يوجد أحد من أفراد الشرطة معهم مما يُلبس على الناس حالهم وإن كان الجميع مأمورين بهذه الشعيرة إلا أن ما زاد عن حد الإنكار بالنصيحة فهو مخوّل لأهله ممن لهم الصلاحيات كأعضاء الهيئات، وإذا لم يناسب الرأي غالبية منسوبي الرئاسة فلا أقل من استبدال الزي وتوحيده ليكون للعاملين في الميادين خاصة دون الإداريين فيكون من باب تطوير الأداء المهني والميداني لهذا الجهاز المهم. أضف إلى ذلك أهمية التوعية المستمرة التي يجب أن تكون لكلا الطرفين سواء الأعضاء أو المجتمع بمختلف أجناسهم وأعراقهم ودياناتهم فمما هو معروف أن من ضمن واجبات ووظائف الهيئة ما يسمّى الإرشاد والتوجيه التي لا نرى لها في الواقع أثراً محسوساً أو ملموساً، وفي تفعيل هذا الجانب هدم لكل حاجز يحول بين هذا الجهاز وعموم الناس مما يتطلبه الحال لفهم طبيعة أنماط الناس وطريقة تفكيرهم وسلوكياتهم وبالتالي كيفية التعامل معهم، وهذا هو المطلوب أن نفهم بعضنا بعضاً بكل شفافية، لأننا في النهاية على متن مركب واحد فإما أن نهلك جميعاً أو ننجو جميعاً.