دعا زعيم التمرد عبدالملك الحوثي ليل الأحد أنصاره إلى التصعيد وصولاً إلى العصيان المدني في إطار التحرك الذي أطلقه للمطالبة بإسقاط الحكومة، وذلك بالرغم من الاتصالات السياسية لإبعاد البلاد من حافة الحرب الأهلية. كما انتقد الحوثي بيان مجلس الأمن الذي دعا الحوثيين إلى سحب المسلحين من صنعاء ومداخلها، معتبراً أنه موقف يدعم الفساد في اليمن. وقال إن هذا البيان الصادر الجمعة يتماشى مع السياسة الأمريكية «التي تدعم الفساد وتقف إلى جانب الفساد وتدعم سياسة الإفقار والتجويع». وأعلن الحوثي في كلمة ألقاها ليل الأحد، البدء في «المرحلة الثالثة» من التحرك الاحتجاجي، ودعا أنصاره إلى التحرك «في كل خطوة من خطوات المرحلة الثالثة والأخيرة لتصعيدنا الثوري والتي لها خطوات متدرجة كلها تندرج ويمكن أن يندرج معظمها في إطار العصيان المدني». ودعا أنصاره إلى تحرك جاد يبدأ بالتظاهر أمس في صنعاء متوعداً بخطوات حاسمة إذا لم يستجب الفاسدون. وبالفعل، تظاهر الآلاف من الحوثيين وأنصارهم أمس في وسط صنعاء وقاموا بقطع عدد من الطرقات الحيوية ما تسبب بزحمة مرورية خانقة. وانطلقت المظاهرة من منطقة ساحة التغيير وتفرعت إلى 4 مسيرات حيث قام المحتجون بقطع الشوارع في ميدان التغيير ومنطقة السائلة وفي جوار وزارة الخدمة المدنية وإذاعة صنعاء، وجميعها في وسط صنعاء. وتسبب ذلك باختناقات مرورية شديدة. وكان زعيم التمرد الحوثي أطلق في 18 أغسطس تحركات احتجاجية تصاعدية في صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. وفشلت لجنة وساطة رئاسية حتى الآن في التوصل إلى حل للأزمة التي وضعت البلاد على شفير الحرب الأهلية، مع انتشار آلاف المسلحين من أنصار الحوثي عند مداخل صنعاء، فضلاً عن اعتصامات داخل العاصمة. إلا أن الاتصالات السياسية مستمرة بحسب مصادر سياسية متطابقة فيما بات لدى لجنة رئاسية مكلفة بالتفاوض مع الحوثي أفكار مطروحة لحل الأزمة، وأبرزها تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات، ومراجعة قرار رفع أسعار الوقود. وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية فيما ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل إلى الطائفة السنية، وهم بشكل أساس التجمع اليمني للإصلاح القريب من تيار الإخوان المسلمين، إضافة إلى السلفيين والقبائل السنية أو المتحالفة مع السنة. ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، إلا أن الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصاً في أقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين.