ضمن إصداراته تحت عنوان «رسائل جامعية»، قام مركز آفاق للدراسات والبحوث بنشر خلاصة دراسة جامعية تحت عنوان «الوعي السياسي لدى الشباب ودوره في تنمية المجتمع السعودي» من إعداد الطالب عمار علي الحمود في قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود في الرياض. إن مثل هذه الدراسات المسحية مهم للغاية في مجتمع تغيب فيه المعلومة الدقيقة والأبحاث والدراسات المستقلة، خاصة حول قضايا الشباب وتوجهاتهم لما له من أثر بالغ في معرفة تطلعاتهم ومسارات التفكير لديهم، ومعوقات مشاركتهم. وعلى الرغم من اقتصار عينة الدراسة على 100 شخص من الطلبة الجامعيين الذكور ومن بيئة ثقافية متقاربة، إلا أنها تمثل مدخلاً مهماً لمزيد من الدراسات والأبحاث العلمية الممنهجة حول قضايا الشباب. يتألف البحث من 7 فصول شملت الإطار العام للدراسة كطرح المشكلة والتساؤلات والمفاهيم، وأدبيات الدراسة ومن بينها الدراسات السابقة، والفصل الثالث خصصه الباحث لشرح مفاهيم الوعي والمواطنة والتنمية، وبعده تناول الإجراءات المنهجية للدراسة، وأخيراً نتائج الدراسة الميدانية والتوصيات المتعلقة بها. أظهرت نتائج الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب ترى أن من واجباتها الاهتمام بالقضايا التي تدور من حولها على المستوى المحلي أولاً (54%) ثم العربي (43%) فالدولي (31%). وتعتمد أغلبية عينة الدراسة على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر أساس للمعرفة السياسية (50%)، تليها التليفزيون والصحافة ثم الأهل والأصدقاء. أما من ناحية الثقة في مصادر الأخبار، فإن أغلب أفراد العينة أبدوا ثقة أكبر بقرب مصدر الخبر من محيطهم كالمجالس العائلية والأصدقاء. وحول التفاعل مع الانتخابات البلدية، فإن عينات الدراسة أوضحت أن أغلب الشباب يؤمنون بالانتخابات البلدية وأهميتها على المستوى الوطني، ولكنهم ينظرون بسلبية لواقع هذه الانتخابات فأغلبيتهم لا يحرصون على المشاركة فيها (56%)، وأن 95% منهم لا يشجعون الأهل والأصدقاء على المشاركة أيضاً. أما في العمل التطوعي وأنشطة مؤسسات المجتمع المدني، فقد جاءت النتائج محايدة فهناك نوع من القبول العام للمشاركة (54%)، لأسباب المشاركة المجتمعية ولكونها أكثر نفعاً للمجتمع وبسبب وجود المحفزات فيها. ورأى 55% من أفراد العينة أن هيئات العمل التطوعي ليست بالمستوى المطلوب. وحول العوامل المؤثرة على ضعف المشاركة السياسية لدى الشباب، رأى الأغلبية أن تحذير الأسرة من التحدث والمشاركة في الأنشطة السياسية هو العامل الأبرز وبنسبة بلغت 40%، تليها نسبة التحذير من قبل الأصدقاء (26%)، وعدم امتلاك المهارة والمعرفة (32%)، وأخيراً عدم وجود الوقت الكافي. ويوضح الباحث أنه على الرغم من الإيمان لدى الشباب بأهمية العمل السياسي على الصعيد الوطني، إلا أن عدم وضوح الرؤية والخوف الناتج من الاحتكاك المباشر مع السلطة مع غياب الرؤية هو من أبرز أسباب ضعف المشاركة. وأوضحت الدراسة أن مقترحات الشباب لتفعيل المشاركة السياسية والاجتماعية تركزت أغلبها في إنشاء مراكز عالية المستوى في كل منطقة تسهل المشاركات الاجتماعية والسياسية (63%)، يليها إيجاد وحدات وهيئات إرشادية للشباب الراغبين في المشاركة وتدريبهم (61%)، وتضمين برامج المشاركة السياسية في مناهج التعليم الأولي والجامعي (51%)، وإيجاد محفزات تشجيعية لجذب الشباب للمشاركة السياسية (49%). تعبر الدراسة عن وجود رغبة لدى الشباب في زيادة فرص للمشاركة السياسية، على الرغم من غياب الطموح لديهم بسبب تحذير الأسرة والأصدقاء وضيق مجالات المشاركة بشكل عام. وتوصي الدراسة بضرورة إعطاء الثقة والأمان من قبل أجهزة الدولة التي لا يزال دورها يثير المخاوف فيما يتعلق بمبادرات المشاركة السياسية.