قبل أن أتحدث عن صلتي ب»الشرق» الجريدة منذ صدور عددها الأول حتى بلوغها العدد رقم « 1000»، أود الإشارة أولاً إلى صلتي ب «الشرق» المجلة التي احتجبت عن الصدور منذ سنوات وتركت في النفس حسرات، وكانت امتداداً ل «الشرق» المجلة، وكان رئيس مجلس إدارتها الشيخ سعيد بن غدران. كانت مجلة الشرق من المجلات الأثيرة إلى نفسي؛ وذلك لالتصاقها بهموم المواطن؛ واهتمامها بقضايا الوطن، وذلك لما تقدمه للقارئ من استطلاعات متميزة وتحليلات سياسية وموضوعات أدبية، وما زلت أذكر من أبرز زواياها المتميزة: «مجلس الشرق»من إعداد الأستاذ محمد بن يوسف الدوسري الذي استمر سنوات طويلة، و»100سؤال مع..»، إضافة إلى الملحق الثقافي الأسبوعي «نقاط ثقافية»، وغيرها، وما زلت أحتفظ بمجموعة كبيرة من أعدادها لعهود مختلفة. في تلك الحقبة عام 1407ه كان يشرف على المجلة الأستاذ أحمد بن عبدالرحمن الغامدي الذي كانت له لمسات متميزة في تطوير المجلة، وأذكر حين يفوتني أحد أعدادها، أو لا يصل إلى المكتبات أذهب إلى مكتبه في شارع المطار القديم سابقا بالرياض مقابل مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، وهناك أحصل على ما ينقصني من أعداد سابقة. أعود إلى «الشرق» الجريدة فأقول: إن الصديق د.عبدالله الحيدري زارني في 11/ 1/ 1433ه، وزفَّ إليَّ خبر صدور جريدة «الشرق»، وكنت عائداً لتوي من رحلة خارجية، ولم أعلم بصدور الجريدة إلا منه، فشكرته على هذا الخبر المبهج الذي طال انتظاره، وسارعت في اليوم التالي إلى مكتب جريدة الشرق بشارع الضباب؛ لأحصل على العددين السابقين، ومنذ ذلك اليوم وأنا أتابع الجريدة بانتظام، ولم يفتني أي عدد، وهي كاملة في أرشيفي الصحفي ألف عدد»1000». استرعى انتباهي في «الشرق» أناقتها المفرطة وحسن إخراجها، وما تطرحه من قضايا وتحقيقات وموضوعات تهم المواطن، وزاد من حرصي على متابعتها والاشتراك بها، وجود الأستاذ قينان الغامدي على رأس هرم الجريدة الذي كان له دور في ازدياد عدد قرائها ومتابعيها، واستقطاب كثير من الكتّاب والكاتبات، واكتشاف المواهب، والدفع بها إلى عالم الكتابة الصحفية. والحقيقة أننا بحاجة ماسة إلى توثيق تاريخ صحافتنا المحلية، وأقصد بذلك ما بعد صحافة المؤسسات ؛ لأن صحافة الأفراد وجدت من يهتم بها من الباحثين؛ ولعل من أبرزهم الصديق الأستاذ محمد القشعمي الذي بذل جهوداً ملموسة في توثيق صحافة الأفراد والتعريف بها. وأغلب الظن أن «الشرق» في عددها الاحتفائي المتميز ستحظى بنصيب وافر من الثناء، ولا شك أنها تستحق كثيراً من الدعم والمؤازرة، سواء بالكتابة، أو بالاشتراك؛ لتحقيق رسالتها وضمان مستقبل أفضل لها. وأخيراً: أقدم التهنئة الصادقة لكافة منسوبي «الشرق» ، وعلى رأسهم المدير العام – رئيس التحرير المكلف – الأستاذ خالد بوعلي ، متمنياً للجريدة دوام التوفيق والنجاح.