مثل الآلاف، سارعت بتسجيل اسمي في الحملة الدعائية التي اجتاحت الشوارع، والشاشات، والإعلانات، والفيسبوك، وتويتر، واليوتيوب، والإنستغرام، حول الكتاب الأكثر انتشاراً في العالم (أكثر من 210 مليون نسخة)، والذي سيدخل السعودية في أول سبتمبر، والذي سيجعل أيامنا وحياتنا ويومياتنا أفضل وأجمل وأحلى وأبهى وووو، والذي -أيضاً- سيقدم لنا 3000 فكرة ملهمة لتغييرنا. يعني هذا الكتاب باختصار هو «المنقذ من الضلال». سيحل مشكلة السكن والبطالة والفقر. وصلني الإعلان مذيلاً بعبارة «سجّل الآن لتحصل على نسختك المجانية فور وصوله إلى المملكة في الأول من سبتمبر». على الفور، سجلت بياناتي التي كانت تنتهي بتحديد طبيعة سكني إن كان «شقة» أو «فيلا». بحثت عن خيار «بيت شعبي في جنوبالقطيف»، لكنني لم أجد تلك الأيقونة!. من الأكيد أنهم سيعرفون طريقي عبر موبايلي أو عبر «واصل» الذي لم يصلني منه شيء. بعد الانتهاء من تعبئة بياناتي لأكون أول الحاصلين على الكتاب «السحري»، الذي سيغيّر العالم، ظللت أنتظر وعيوني على التقويم متحملاً وعثاء أغسطس ورطوبته حتى يمنّ الله عليّ وعلى الشعب السعودي بهلال سبتمبر فيغيرنا من حال إلى حال. بقيت أتابعهم -ومازلت- يومياً عبر تغريداتهم وبوستاتهم لأكتشف أي ملمح من ملامح الكتاب الذي روّجت له صبايا جميلات على اليوتيوب، ولكن دون فائدة، فقد كنّ حريصاتٍ على سرهنّ الدولي العميق!. فلم أجد سوى أسئلة غريبة عجيبة مثل «ما هو لونك المفضل، وكتابك المفضل، وسيارتك المفضلة»، لم يبق إلا أن يسألوا عن ملابسي الداخلية المفضلة!. غير أنهم -للأمانة- لم يفعلوا!.يوم الإثنين القادم سيرفع الستار عن الكتاب «السري»، لكنني على يقين بأنه لن يكون سوى رقم في سلسلة «الكتب الأكثر انتشاراً»، التي لا تغني ولا تسمن من جوع سوى جوع صناعها للمال. فمن يمتلك المال بإمكانه تحويل السبال إلى غزال. رغم ذلك، لا أدري ما الذي يجعلني أعتقد بأن الكتاب لن يكون كتاباً!