أدى رجب طيب أردوغان أمس الخميس اليمين الدستورية أمام البرلمان ليصبح رئيس تركيا الحديثة ال 12 معززاً موقفه كأكثر زعماء تركيا نفوذاً في العصر الحديث فيما يعتبره معارضوه نذيراً بتزايد حكم مستبد. وتلا أردوغان اليمين في مراسم أمام البرلمان وتعهد بحماية استقلال ووحدة تركيا والالتزام بالدستور وبمبادئ مؤسس الجمهورية العلمانية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك. وقال أردوغان خلال المراسم المقتضبة «بصفتي رئيسا للجمهورية أقسم بشرفي وسمعتي أمام الأمة التركية العظيمة وأمام التاريخ أن أحمي وجود واستقلال الدولة». وأُدِّيَت التحية العسكرية لأردوغان لدى مغادرته ليضع إكليلاً من الورود على ضريح أتاتورك الذي يقع على تل بوسط أنقرة ويعتبر من أهم رموز الجمهورية العلمانية. وبعد لحظات من أداء اليمين، عَيّنَ أردوغان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قائما بأعمال رئيس الوزراء حسبما أفاد إعلان في الصحيفة الرسمية، وسيشرف داود أوغلو على الحكومة الحالية حتى يطلب منه أردوغان تشكيل حكومة جديدة. وانسحب أعضاء من حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة قبل لحظات من أداء القسم بينما لم يحضر كمال كيليجدار أوغلو المراسم على الإطلاق متهماً أردوغان بخرق الدستور ببقائه في منصب رئيس الوزراء بعد فوزه في انتخابات الرئاسة. ويتوج فوز أردوغان في أول انتخابات شعبية لرئيس تركي هذا الشهر مسيرة استمرت لأكثر من عقد كرئيس وزراء للبلاد التي ازداد ناتجها المحلي خلال هذه الفترة ثلاثة أمثاله بالدولار كما اقتطعت تركيا لنفسها دورا غالبا ما كان مثيرا للجدل في الشرق الأوسط الذي تمزقه الصراعات. ويحذر خصوم أردوغان من أن طموحه لتكريس نظام رئاسي سيركز صلاحيات أكثر من اللازم في يد زعيم يتسم بميول استبدادية كما سيبعد البلاد أكثر عن المبادئ العلمانية التي أرساها أتاتورك.