الدلال من المرأة: حسن حديثها ومزحها.. بمعنى أن الدلال يكمن في كيفية احتواء الإحساس اللطيف الذي بداخل الأنثى، وإظهاره بطريقة ذكية تجعلها جذابة بحق.. هذا باختصار معنى الدلال كما أراه. لكن هناك عدم وضوح في استيعاب المفهوم الصحيح له سواء من بنات حواء أنفسهن أو من بعض الرجال عند تحديدهم لمواصفات شريكة حياتهم. بعض الفتيات يرين أن الدلال فقط هو شكل جميل وهندام أنيق وغنج في الكلام وتصنع الرقة في التصرفات، بحيث يصلن بأنفسهن إلى درجة من اللاوعي وهذه قمة السلبية؛ حيث ترى الواحدة منهن تمتلك عقلية سطحية لا تنبض بالمعرفة.. وتبتعد كل البعد عن صفات النضج الخليطة بدهاء الأنثى الفطري. والمصيبة أن بعضهن يعتقدن أن ذلك هو كل المطلوب منهن مستقبلا لكسب قلوب أزواجهن وامتلاك مفتاح السعادة الزوجية.. وتلك مصيبة. كما أن بعض الرجال من يريد من فتاة أحلامه أن تكون دمية مفرطة في دلالها واهتمامها بجمالها، يتباهى بها أينما حل وطل.. وهؤلاء سيرون نتيجة تجاهلهم لما ينبغي أن تتصف به أنثاهم من سلوك راكز وفكر نير.. فتلك المدللة في اعتقادهم ستجعل من زواجهم جنة طابت وطاب نعيمها.. وأن نعيمها باقٍ وليس بفانٍ.. ومثل هؤلاء نقول لهم: أنتم باعتقادكم هذا إما في نعيم الخلد تبقون وإما في الجحيم لكم مآل. جميل هو دلال الأنثى وما أحلاه.. لكن بمعناه الإيجابي.. أي أن لا يجعلها رخوة لينة خالية من حس (المسؤولية) التي إن خالطت دلالها كسبت قلب زوجها وراحة باله وبالها.. ربت أبناءها تربية راقية وتغلبت على مشكلات الحياة المتتابعة.. المسؤولية التي إن خلت الأنثى منها أصبح الدلال فيها مراً لا يستساغ.. لا يرى فيها الزوج سوى أنها عبء على قلبه وفي حياتهما معاً. الدلال.. زيادة حسن إن اقترن بالذكاء والمسؤولية، ولا غرو أن يكون زيادة عبء إن تجرد منهما.