- كان متوقَّعاً أن ترفض معظم الدول الغربية التعاون مع نظام بشار الأسد في مكافحة تنظيم «داعش» المتطرف، لأن قادة وساسة هذه الدول على قناعةٍ تامة بأن الأسد هو «الحليف الموضوعي للتطرف»، والتعبير السابق للرئيس الفرنسي هولاند أمس، وبالتالي لا يمكن تفهم إشراك نظامه في حلف دولي لمحاربة تمدد المتطرفين. - لكن ماذا عن البديل؟ البديل هو دعم المعارضة المعتدلة وتوجيه الإسناد لقوى الثورة السورية لأنها تدرك طبيعة المجتمع السوري متعدد المكونات وترفض التطرف والإرهاب سواءً صدر عن نظام بشار الأسد أو عن تنظيم «داعش» ولأنها تتبنى هدفاً محدداً وهو بناء سوريا جديدة مدنية تساوي بين الجميع على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وأعراقهم. - من المؤكد أن الدول الغربية تتحمل نسبة من التدهور الحاصل في سوريا لأنها رفضت منذ البداية الاستجابة للأصوات العربية المعروفة باعتدالها، التي دعت إلى دعم المعارضة المعتدلة باعتبار أن ذلك سيصب في مصلحة الشعب السوري، لكن التأخر والتباطؤ ساهما في تفاقم الأوضاع ووصولها إلى ما هي عليه الآن. - واللافت أن نرى الغرب يتحدث الآن عن دعم المعتدلين، وفي هذا إقرار غير مباشر بأنه تأخر كثيراً، لكن أن يتأخر الدعم أفضل من أن لا يأتي أبداً. - على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الآن وأن يدرك أنه مساهم بنسبةٍ ما في نمو «داعش» وتمدد المتطرفين، والسبب هو التباطؤ في المواجهة ورفض نصائح الأصوات المعتدلة التي عرفت الخطر وحذرت منه مبكراً.