ربما لا تكون المشكلة التي يتعرض لها بعض سكان حي الوصايف في مدينة أبها كبيرة، لكنها بالدرجة الأولى تشكل لهم خطراً محدقاً ولو بشكل مؤقت، بأطفالهم والعابرين في الشوارع الضيقة، التي تمر منها السيارات مسرعة وربما بشكل جنوني أحياناً. والمشكلة تتلخص عندما قامت أمانة عسير بفتح طريق فرعي يربط الحي بالحزام الدائري من الجهة الشمالية الغربية، منذ قرابة العام. وهو الأمر الذي أجبر عدداً كبيراً من المركبات للمرور بشكل ملاصق لبعض منازل الحي. وبحسب عدد ممن التقتهم «الشرق» في جولتها على الموقع، فالأمر لا يقتصر على هذا الخطر، بل يشمل أيضاً الإزعاج المستمر ليلاً ونهاراً، ما يحرمهم التمتع بحياتهم الطبيعية. البداية كانت مع عبدالسلام الزيداني الذي قال: إن الطريق لا يفصله عن باب بيته سوى مسافة قصيرة جداً، مؤكداً أنه وأسرته وأطفاله معرضون لأخطار الطريق، وخاصة الدعس بشكل يومي. وقال: إن الأمر لا يقتصر على الخطورة فقط، بل تعدى ذلك إلى الإزعاج المستمر، ومرور السيارات ووقوفها بجانب باب المنزل، ما أدى لحرماننا من النوم ليلاً والراحة نهاراً . مطالباً بسرعة حل هذا الإشكال، من خلال قيام لجنة تقف مباشرة على الموقع لرؤية الخطر والإزعاج الذي نعاني منه. وأضاف أن كثيرين مثلي يتعرضون لهذا الخطر اليومي. مشيراً إلى أنه من غير المعقول أن تظل هذه الخطورة متربصة بنا وبأطفالنا، دون أن نستطيع تحريك أي ساكن، الأمر الذي يجعل من التدخل لوضع حد لهذا التعدي السافر على حياتنا وأمن أطفالنا أمراً بالغ الأهمية وبأقصى سرعة ممكنة. فيما ذكر أحمد مانع إبراهيم أنه تم تشكيل لجنة سابقة مكونة من مرور عسير والأمانة، ورأت اللجنة عدم فتح الطريق، وقال: تفاجأنا بعد ذلك بفترة أن الطريق تم إعادة فتحه من جديد، وهو الأمر الذي شكل لنا زيادة المعاناة. مؤكداً أن ما يتعرض له الأهالي القريبون من هذا الطريق هو خطر حقيقي، وليس مجرد تخوف. وأضاف قائلاً: إن الخطورة التي يشكلها الطريق تزداد إذا أخذنا بالاعتبار وجود كبار السن والأطفال. مشيراً إلى أن المطبات الصناعية التي وضعت في الموقع لا تؤدي إلى حل جذري للموضوع، بل هي تحد من السرعة فقط، فهي لا توقف إزعاج السيارات وضجيجها، ولا تمنع وقوع حوادث الدعس. مناشداً بسرعة الوقوف على الموقع، وحمايتهم من الأذى الذي يلحقهم. واستغرب ناصر السبيعي من أن الطريق هو حديث عهد بالافتتاح، ولم يدم لفترة طويلة؛ لذا فإن إغلاقه أولى. مشيراً إلى أن بقاءه بهذه الطريقة يحرمهم من النوم. وقال: لابد من وقف استهتار أصحاب المركبات التي تمر من الطريق، خاصة أن بعضهم من الشباب المزعجين. مؤكداً أن السبيل الوحيد لوقف هذا الخطر يأتي من خلال البحث عن طريق بديل لحل هذا الإشكال ووقف معاناتنا التي لا نعرف إلى متى سوف تستمر. من جهتها تواصلت «الشرق» مع أمين منطقة عسير ومع الناطق الرسمي للأمانة، وبعد مهلة استمرت قرابة أسبوع، لم نجد أي تجاوب حول الاستفسارات التي تم إرسالها.