أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 6 أشخاص على الأقل بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف بعد ظهر السبت مقر استخبارات وزارة الداخلية في منطقة الكرادة وسط بغداد. وأوضحت المصادر أن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجّر نفسه عند بوابة مقر استخبارات الداخلية الواقعة في تقاطع المسبح في منطقة الكرادة، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 32 آخرين على الأقل». وكانت مصادر أمنية أعلنت في وقت سابق مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين بالتفجير ذاته. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن عنصراً أمنياً على الأقل بين القتلى و3 بين الجرحى. وتطل بوابة هذه المقر المحصن على تقاطع ل 3 شوارع مكتظة بالسيارات بشكل مستمر على مدار اليوم. وعلى الرغم من التحصينات الأمنية التي يحظى بها المكان المعروف بارتفاع أسواره الخارجية وبواباته الحديدية المضادة للرصاص، إلا أن المنطقة المحيطة به تنشر عناصر أمنية لحمايته من الخارج على مدار الساعة، ما يجعلهم صيداً سهلاً للتفجيرات الانتحارية. من جهته أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولاياتالمتحدة تدعم نظاماً فيدرالياً في العراق ودعا إلى وحدة البلاد التي تعاني من انقسام كبير. وفي مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست الجمعة، قال بايدن إن الولاياتالمتحدة مستعدة «لمزيد من تعزيز» دعمها للعراق في معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وستدعو شركاءها الدوليين إلى القيام بذلك أيضاً. وحذّر نائب الرئيس الأمريكي من أن الانقسامات الطائفية العميقة وغياب الثقة السياسية «قوضت قدرات» قوات الأمن العراقية وعززت ناشطين مثل تنظيم «داعش» الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا المجاورة. ويقترح بايدن «نظاماً فيدرالياً فعالاً» كوسيلة لتجاوز الانقسامات في العراق. ويؤيد بايدن منذ فترة طويلة خطة تقضي بتقسيم العراق إلى 3 مناطق تتمتع بحكم ذاتي للشيعة والسنة والأكراد. وكتب نائب الرئيس الأمريكي أن خطة من هذا النوع «ستؤمن تقاسماً عادلاً للعائدات بين كل الأقاليم وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محلياً مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد الدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه (تضمن) حماية وحدة وسلامة أراضي العراق». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة ستكون مستعدة لتقديم التأهيل وغيره من أشكال المساعدة بموجب الاتفاق الإطار الإستراتيجي للمساعدة على نجاح هذا الأنموذج». ودعا بايدن إلى «تسوية جدية» من قبل كل الأطراف في العراق. وقال «لا يمكننا أن نرغب في ذلك أكثر من العراقيين». وأضاف «ما لم يكن العراق يريد ذلك، لن يؤثر أي تدخل خارجي أياً كان حجمه». وعلى الرغم من الدعم الأمريكي بغارات جوية للقوات الكردية والعراقية التي تقاتل «داعش»، قال بايدن إن هذا التهديد «يمكن دحره من قبل القوات المحلية دون قوات أمريكية على الأرض». وقال بايدن «إنها معركة للعراق ويجب عليه أن يكسبها بمساعدة الولاياتالمتحدة والعالم»، مشيراً إلى «تحد طويل الأمد». وتابع بايدن «مسؤوليتنا جميعاً أن نعزز المعتدلين في العراق لمنع دولة إرهابية من النمو في قلب الشرق الأوسط». وقال نائب الرئيس الأمريكي إن «التهديد بالتأكيد لا يقتصر على العراق»، داعياً إلى دعم متواصل من قبل القوى الإقليمية. كما دعا المعارضة السورية إلى التصدي لتنظيم «داعش» وتدفق المقاتلين من وإلى ميدان القتال.