ظاهرة غياب الطلاب عن المدرسة تتكرر في فترات من العام الدراسي، خاصة في الأيام الأولى بعد الإجازات وقبلها وقبل الاختبارات!! وهو الخلل الذي لم تستطع وزارة التربية والتعليم معالجته منذ سنوات!! طلابنا ما زالوا في هروب من المدرسة ويكتئبون عند العودة إليها، فما زالت بيئتها طاردة غير جاذبة ولا لوم عليهم حينئذٍ، والمؤلم أن العدوى انتقلت لبعض منسوبي المدارس! فالإحباط الذي تمكَّن من كثير منهم جعل ذهابهم إلى المدرسة كئيباً ثقيلاً خاصة في الأيام الأولى لبدء العمل، وقد تكون بيئة العمل غير الجاذبة سبباً رئيساً، وقد يكون ضعف الدعم الحقيقي لمكانة وحقوق المعلم في مجتمعه وبين طلابه ومع وزارته سبباً آخر من الأسباب! خذ مثلاً: حفلات المعايدة في أول يوم عمل التي تستقبل فيها القطاعات الحكومية والخاصة موظفيها بالحلوى والمباركة بالعيد وبدء عام جديد مع الأسف معدومة في مدارسنا!! بحجة الالتزام بالحصص الدراسية والجدية من أول ساعة عمل!! وما يضير الوزارة لو صرفت قيمة مجزية لحفلات المعايدة لكل مدرسة لطلابها ومعلميها لليوم الأول كاملاً أو على الأقل ساعاته الأولى لتنعكس إيجاباً بالتحفيز لجدية العمل والانتماء الحقيقي والرضا الوظيفي لمنسوبي المدرسة!! والحال هو صرف الوزارة مبالغ قد تكون مهدرة وغير مقننة لبعض الأنشطة ضعيفة الأثر. أعود للطلاب الذي روَّجوا هذه الأيام من خلال رسائل التواصل الاجتماعي أن بدء الدراسة بعد أسبوع من تاريخ التقويم الدراسي الرسمي الموافق للأسبوع الأول من الدراسة، وكذلك الأيام الثلاثة قبل إجازة اليوم الوطني والأيام التي تسبق إجازة الحج!! ما يعني تقليص مدة الدراسة ما بين العيدين إلى أيام معدودات لا يستقيم فهم وتعلم الطالب خلالها!! بالتأكيد إنهم يقولون ويفعلون، وبيننا رهان أرقام الغياب في تلك الأيام والحال عجز الوزارة والبيت في معالجة وجذب هذه الفئة من طلابنا للدراسة من أول إلى آخر يوم حسب التقويم الدراسي الرسمي، صحيحٌ إنها فئة قليلة لكنها مؤثرة على جميع الطلاب، لذا تجد الآباء والمربين الجادين والمدركين لسوء تلك الغيابات يرضخون لأبنائهم بالموافقة على الغياب في عادة الغيابات الجماعية سلامة لهم لأن بيئة المدرسة حينئذٍ تكون غير تربوية. ننتظر من يقرر الحضور وبدء الدراسة الفعلي.. الطلاب أم التقويم الدراسي الرسمي!!