يعود غدا أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة، في قرابة 32 ألف مدرسة للبنين والبنات بمختلف المناطق والمحافظات، بعد قضاء إجازة عيد الأضحى المبارك التي بدأت في الخامس من ذي الحجة الجاري. وفي الوقت الذي صدر فيه أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتمديد إجازة منسوبي المدارس من طلاب ومعلمين، أكد عدد من الطلاب وأولياء أمورهم والمهتمين بالميدان التربوي أن الأسبوع المقبل سيشهد ارتفاعا ملحوظا في نسبة الغياب بين الطلاب والطالبات بسبب ما أسموه ب"الأنفلونزا الموسمية" التي رافقت تقلبات الجو، ودخول فصل الشتاء في إجازة عيد الأضحى التي تنتهي اليوم. وأوضح أولياء الأمور محمد الهذلي، فارس المطيري وسلطان المغذوي أن التقلبات الجوية الحالية، ودخول فصل الشتاء الذي تزامن مع إجازة عيد الأضحى هذا العام، رافقته أنفلونزا موسمية، تسببت في تكدس أقسام الطوارئ ببعض المستشفيات بالأطفال، والطلاب الذين يتعرضون غالبا للأنفلونزا الموسمية في مثل هذه الأيام. وأكدوا أن هذه الطوارئ الصحية ربما تتسبب في غياب بعض الطلاب والطالبات خلال الأسبوع المقبل الذي يشهد استئناف الدراسة مجددا بعد الإجازة، إضافة إلى مشكلة تعود بعض الأسر على السهر خلال الإجازة، وهو ما يتسبب في عدم انتظام أبنائهم وبناتهم في مدارسهم مع بدء الدراسة. وأشار المعلمون علي بخيت، ظافر الردادي وسلمان الرايقي إلى أنهم مستعدون للعودة إلى مدارسهم غدا، واستقبال الطلاب، ورفع هممهم نحو البداية الجادة لاستكمال أيام الفصل الدراسي الأول، وأن مدارسهم مهيأة كليا لاستقبال الطلاب، إضافة إلى الانتهاء من إعداد برامج التهيئة والمعايدة التي ستشهدها ابتداء من يوم غد جميع المدارس. من جانبهم، أبدى عدد من مديري مدارس جدة استعداد مدارسهم لاستقبال الطلاب غدا، وتنفيذ برامج التهيئة، وبرامج المعايدة التي عممتها إدارات التربية والتعليم على المدارس، مع المحافظة على البداية الجادة منذ اليوم الأول. وأكدوا أن قلة الإجازات التي يتضمنها التقويم الدراسي الجديد، واستمرار الدراسة متصلة لفترات طويلة خلال العام الدراسي سينعكس ذلك إيجابيا على تحصيل الطلاب والطالبات، وتمكنهم من عدم فقدان المفاهيم والمعلومات التي اكتسبوها. وعن احتمال ارتفاع نسبة الغياب بين الطلاب في هذا الأسبوع، أشاروا إلى أن ذلك لا يمكن التنبؤ به حاليا، مؤكدين أن ارتفاع نسب الحضور في الأسبوع الأول من استئناف الدراسة يعود لجدية الأسر، ومدى حرصها على انتظام أبنائها في الدراسة، وأن مدارسهم ستعمل ابتداء من يوم غد على توعية الطلاب وإرشادهم بالسلبيات المترتبة على الغياب، عبر برامج التهيئة والإذاعة الصباحية، وحصص النشاط. من جهة أخرى، شدد مدير إدارة الإشراف الطبي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة جدة الدكتور محمود السيد على ضرورة الاستعداد لعودة الطلاب لمدارسهم غدا وسط أجواء متقلبة نوعا ما في معظم مناطق المملكة. وحذر أسر الطلاب والطالبات من الأعراض الصحية الشائعة في هذه الفترة، وانخفاض درجات الحرارة، وظواهر التقلبات الجوية التي قد تعرض صغار السن إلى الأنفلونزا الموسمية، وأن هذا يتطلب من الأسر اتخاذ التدابير الممكنة والاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بهذه الأعراض. وشدد على أهمية تناول الخضراوات والأغذية الصحية ذات القيمة الغذائية لاحتوائها على عدد كبير من الفيتامينات، وعدم الإكثار من المنبهات كالشاي والقهوة، والابتعاد عن عادات السهر، وعدم التعرض لموجات الهواء البارد في فترتي الصباح والمساء. مطالبا المدارس بتفعيل برامج حث الطلاب على تناول الإفطار الصباحي، وتهوية الفصول، ومنع تجمع الطلاب وتكدسهم في الفصول والممرات، خصوصا إذا كان بعضهم يعاني من أعراض الرشح والأنفلونزا، وتحويل أي حالة للوحدات الصحية ليتخذ حيالها الإجراء اللازم. من ناحيته، أكد مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي أن انطلاقة الدراسة غدا ستكون مطمئنة، ووفق الخطط التي أعدتها الإدارة، وأنه تم التأكد من استعداد المدارس لاستقبال الطلاب، وتنفيذ برامج المعايدة، وأن العودة غدا سترافقها جولات ميدانية مكثفة من قبل المشرفين التربويين، ومديري الإدارات ومكاتب التربية والتعليم. وأوضح أن المجتمع التربوي في جدة من معلمين وطلاب وأولياء أمور تجاوزوا منذ فترة ما يسمى بظاهرة الغياب، وأن الأسابيع الأولى بعد أي إجازة دراسية لا تختلف في تعليم جدة عن بقية الأسابيع، وأن المدارس مستعدة تماما بكافة كوادرها الفنية والإدارية والتعليمية لاستقبال الطلاب غدا، وبدء الدراسة الجادة منذ الحصة الأولى. الغياب .. اليوم بيومين • وجهت وزارة التربية والتعليم الإدارات التعليمية كافة بقطاعي البنين والبنات بأهمية الإشراف المباشر على استئناف الدراسة بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، وتفعيل جميع القرارات المنظمة للعمل التربوي داخل المدارس لضمان بداية جادة ومنتظمة. • شددت الوزارة على ضرورة تفعيل جميع التعاميم التي من شأنها ضبط العمل التربوي في المدارس، دون إخلال بالنظام، وتطبيق قرارات حسم يومين عن كل يوم غياب بدون عذر في الأيام التي تسبق أو تلي الإجازات داخل الفصل الدراسي. • طالبت "التربية" في توجيهها بتسيير الدراسة كما جاء في الخطط الدراسية، واستكمال المناهج في أوقاتها المحددة، وتطبيق التعليمات التي تنص على احتساب أيام غياب الطلاب في الأيام التي تسبق أو تلي الإجازات "اليوم بيومين" وحسمها من درجات المواظبة. • أعدت إدارات التربية والتعليم خططها الإجرائية المتضمنة تكثيف جولات المشرفين والمشرفات لمتابعة سير الدراسة في جميع المدارس بالشكل المطلوب ورصد الغياب ورفع الإحصائيات اليومية وتطبيق الأنظمة وتفعيل التوعية في هذا الجانب.