قامت الدنيا ولم تقعد على إثر تغريدة للشيخ عادل الكلباني عدّ فيها داعش «نبتة سلفية»، وكأنه ازدرعها في جيبه، أو حصدها من مخيلته! لم تنتهِ التغريدة هنا، بل تجاوزت منطقتها التوصيفية لتكشف عن نفسها في «هاشتاق» -يحمل الاسم نفسه- بأكثر ضراوة حين أتت الردود الغاضبة من أسماء -مع الأسف- لها حضورها في مناهجنا وجامعاتنا وجوامعنا!. هذه الغضبة تدفعنا للتساؤل: إذا كان هؤلاء هم صنّاع مناهجنا التعليمية والدينية، فهل علينا أن نتعجّب من المنتج؟! البريطاني ريتشارد تايلور، وقبله الدكتور عدنان إبراهيم وقبلهما الدكتور خالد الدخيل وآخرون سبقوا الشيخ الكلباني في الحديث عن العلاقة بين الإرهاب والسلفية. لكن بعضهم -لا سيما تايلور- غيّب الإجراءات التي اتخذتها المملكة في حربها الطويلة ضد الإرهاب. الخطوات التي أنجزتها المملكة كثيرة، ولنا أن نفخر بها، ولكنها مازالت غير كافية إن لم تتحوّل لموقف عملي، يغربل المناهج التعليمية والدعوية، ويحاكم التاريخ المعزز لنشوء هذا المنهج التكفيري، الذي يقف عليه الآن داعش الداخل مختبئين تحت عباءة الإخوان. تركي الحمد أطلق الأسبوع الماضي في صحيفة «العرب» اللندنية رسالة مفصلة لخادم الحرمين الشريفين حاول من خلالها أن يضع النقاط على الحروف، لا سيما بعد خطاب الملك التاريخي الموجوع للمشايخ. وقبل رسالة الحمد كانت هنالك العشرات من الرسائل الوطنية الصادقة، التي تنتظر النظر لفحواها بعين الاعتبار والجدية، فأمن ووحدة الوطن لن ينتظرا استيقاظنا. لا يكفي أن يكون أقصى موقفنا الدعوة على داعش في منابر الجمعة، فهذا أضعف الإيمان. علينا أن نواجه تاريخنا بشجاعة الاعتراف والتغيير، لا بثقافة المكابرة والجحود.