تشتكي أنديتنا السعودية ومنتخباتنا الوطنية من شح كبير في المواهب خلال السنوات العشر الأخيرة، وأصبح جلياً للعيان افتقاد اللاعب الموهبة في بعض مراكز اللاعبين، مما أضعف العطاء الفني بشكل كبير خاصةً للمنتخبات الوطنية. والسبب في ذلك يعود إلى إهمال الأندية للبحث عن المواهب، كما كان الحال في بداية ومنتصف الثمانينيات الميلادية التي استطعنا من خلالها تشكيل منتخب وطني قوي حقق بطولة آسيا مرتين متتاليتين، وكانت يوجد في كل مركز أكثر من موهبة قادرة على ملء المركز بشكل مميز. ولعل الرافد الأساس للمواهب هو ملاعب الأحياء التي أهملتها الأندية بشكل كبير على عكس السابق حيث كانت ملاعب الأحياء تعج بكشافي الأندية، حتى أنهم كانوا معروفين بشكل واضح لدى مرتادي ملاعب الأحياء. لقد زرت في الفترة الماضية عدداً من ملاعب الأحياء، وتم توجيه الدعوة لي لحضور قرعة بطولة فهد المطوع للأحياء التي ستقام خلال اليومين المقبلين تحت شعار (وطننا أمانة)، التي ينظمها فريق النخيل في حي النسيم شرق الرياض، وذُهلت من المستوى الاحترافي الذي وصلت إليه ملاعب الأحياء، حتى أنّ طريقة إجراء القرعة كانت احترافية وبأيدٍ سعودية 100% فاقت قرعة كأس ولي العهد وكأس الخليج تميزاً ونجاحاً، بشهادة جميع من حضر ذلك الحفل. علماً بأنّها لم تكن المرة الأولى التي ينجح فيها فريق النخيل بقيادة المسؤول عنه الأستاذ محمد عادي وزملائه، فقد سبق أن قاموا بتنظيم عديد من البطولات. هذه المواهب المبدعة في تنظيم البطولات التي هي الأخرى لم تجد العناية حالها كحال المواهب المبدعة في لعب كرة القدم وفي الأحياء، وغيرهم في حاجة إلى الاهتمام والعناية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية السعودية لكي يتم صقلها والاستفادة منها لخدمة الرياضة السعودية بشكل أكبر بدلاً من إهمالها، ثم نصرخ أنه لا توجد مواهب في الأندية. وبما أنّ قيادتنا الحكيمة أولت قطاع الرياضة والشباب جانباً كبيراً من اهتمامها، فلابد من تفعيل دور فرق الأحياء في تطوير الرياضة السعودية، وعلى رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الاهتمام بتلك المواهب. ولعلي هنا أوجه الدعوة أيضاً إلى رجال الأعمال للاهتمام بتلك المواهب الموجودة وسط ركام الغبار في ملاعب الأحياء، وليكن الأستاذ فهد المطوع قدوتهم في ذلك، الذي دعم كثيراً من بطولات الأحياء بشكل كبير، فله كل الشكر والتقدير. حقيقة سعد الحارثي وفهد المهلل وخالد التيماوي وعواد العنزي وسالم سرور وفيصل السلطان وغيرهم من النجوم الذين مثلوا المنتخبات الوطنية خرجوا من ملاعب أحياء شرق الرياض التي تعتبر أكبر منطقة في الرياض مساحةً وكثافة سكانية، لذا لابد من الاهتمام بها.