المشهد الأول ذهبت إلى طبيب، لديّ ألم وخرجت منه محملاً بوصفة علاجية تحتاج إلى أكياس لحملها، والغريب أنها من شركة واحدة فقط !!! أثناء خروجي من العيادة لمحت ذلك الشاب الذي يحمل شنطة منتظراً دوره للدخول إلى الدكتور ضارباً بمواعيد المرضى عرض الحائط. الشاب صاحب الشنطة «مندوب شركة الأدوية» ذاتها. لا أعلم ما العلاقة الحميمية التي تربط بين الطبيب ومندوب شركة الأدوية. لم أكن أحتاج إلى كمية الأدوية التي أجبرني «الطبيب» على حملها وتناولها. جال في داخلي عديد من الاستفسارات التي أتمنى أن لا تكون صحيحة. هل «الطبيب» أصبح سمساراً لشركة الأدوية؟! المشهد الثاني مدخل المستشفى يعج بالمرضى. عجوز تصرخ.. وشاب يتألم.. ومسن يتألم. ازدحام على موظفي الاستقبال. موظف الاستقبال يتحرك بحركة دائبة لتحويل المرضى إلى الطبيب المعالج. الموظف الآخر يتعامل معهم بكل برود ومشغول في الرد على الاتصالات ورسائل الجوال وكأنهم في استقبال فندق وليس مستشفى. المشهد الثالث شاب مصاب بكسر في رجله. يطلب من الموظف تغيير طبيبه المعالج من الاستشاري إلى الاختصاصي بسبب الازدحام الشديد على الاستشاري. يدخل على الطبيب فيجده مشغولاً في حلّ الكلمات المتقاطعة!! المشهد الرابع بعد أكثر من ثلاث ساعات دخل المريض على الطبيب. وجده منهكاً من كثرة المراجعين. نظر الطبيب إلى المريض بنظرة «تكبّر» ماذا تريد بسرعة «خلصني»؟ فجأة وبلا مقدمات دخل على الطبيب مريض آخر وقال له «مساء الخير دكتور مرسل لك من فلان». تحول تعب الدكتور إلى راحة وغطرسته إلى ابتسامة. ترك المراجع الذي جاء بلا «واسطة» على كرسيه وبدأ يفحص المريض الآخر. أخرج من درج مكتبه عدداً من الأدوية، وقال له: تفضل.. هذا علاجك، ولن أكتب لك وصفة طبية تشتريها من الصيدلية كي لا تخسر نقودك. خاتمة من أمن العقوبة أساء الأدب.