ذكرت مصادر محلية أن عديداً من القبائل توافدت أمس من القرى المجاورة للعاصمة صنعاء إلى العاصمة تلبية لدعوة أطلقها زعيم جماعة الحوثيين «أنصار الله» بالتوجه إلى العاصمة صنعاء تصعيداً لثورة جديدة. وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي ل «أنصار الله» إن عديداً من القبائل توافدت إلى صنعاء ونصبت الخيام في ساحة التغيير بصنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة ورفض رفع الدعم عن المشتقات النفطية. وكانت ساحة التغيير شهدت اعتصام اليمنيين عام 2011، حين خرجوا بثورة طالبوا خلالها بإسقاط النظام السابق وعلى رأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وبحسب البخيتي، فإنه «لم يكن جميع المعتصمين من أتباع أنصار الله»، مشيراً إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين والقبائل اليمنية التي ترفض سياسة حكومة الوفاق الوطني التي جرَّت البلاد إلى أوضاع صعبة، على حد قوله. وأشار زعيم الحوثيين إلى أنهم سينصبون مخيمات جديدة وسيخرجون بمسيرات مستمرة حتى الجمعة المقبلة و «سيتخذون خطوات مزعجة» حتى يتم الاستجابة لمطالبهم. وقال الرئيس عبد ربه منصور هادي في اجتماع عقده الإثنين مع مشايخ صنعاء إن «النظام الجمهوري خط أحمر»، داعياً المشايخ إلى المساهمة في الدفاع عن العاصمة صنعاء. وتم استحداث مخيمات جديدة على مداخل العاصمة في منطقة «الصباحة» على المدخل الغربي، وعلى المدخل الشمالي الغربي في منطقة بين نعم بمديرية همدان، إضافة إلى منطقة حزيز على المدخل الجنوبي، وبالقرب من منطقة الأزرقين في المدخل الشمالي. وتعليقاً على ذلك، قال البخيتي إن تلك المخيمات تتبع قبائل يقطنون بالقرب منها لأنهم لا يستطيعون الاتجاه إلى ساحة التغيير وسط العاصمة لبعدها من مساكنهم وأعمالهم. من جهة أخرى، أوضح المحلل السياسي ياسين التميمي أن ما يقوم به الحوثيون في الوقت الحالي هو «ثورة مضادة للانقضاض على التسوية السياسية ومخرجات الحوار الوطني لتأسيس واقع جديد تحت سيطرتهم». وقال إن الحوثيين يستخدمون طريقتين في الوقت الحالي، هي النشاط المسلح في عدد من المحافظات اليمنية ومنها الجوف شمال شرق العاصمة وعمران شمال العاصمة، بالإضافة إلى النشاط السياسي وهو ما يحدث في العاصمة صنعاء من خلال التصعيد لثورة جديدة. وأشار إلى أن مخطط الحوثيين سيفشل في حال قامت الدولة بتحركات جادة حيال معرقلي التسوية السياسية في اليمن، موضحاً أنها «قادرة على ذلك إلا أن تحركاتها تمشي ببطء وحذر من جر البلاد إلى مربع العنف».