يحكم أنصار الحوثيين سيطرتهم على مناطق حيوية في العاصمة صنعاء مثل منطقة «الجراف» شمالي العاصمة صنعاء ومنطقة «حزيز» جنوبي العاصمة صنعاء ويطلق الحوثيون لأنصارهم العنان في نشر شعارات الحركة وبحسب سكان في منطقة الجراف تحدثوا ل(اليوم) التي بات يطلق عليها الحوثيون «الجراف الأشرف» على غرار «النجف الأشرف» في العراق ان جماعة الحوثيين بدأت في «عمليات تشييع الكثير من أهالي الحي والأحياء المجاورة له ونشرت مسلحين لحماية الحي تحت اسم «اللجان الشعبية» لحماية الحي بدعوى الانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة صنعاء منذ وقت طويل. الجراف الأشرف الجراف ينقسم إداريًا الى قسمين شرقي وغربي الشرقي يتبع مديرية شعوب في مدينة صنعاء يبلغ عدد سكانه 15545 نسمة حسب التعداد السكاني في اليمن لعام 2004م، فيما القسم الشرقي من الحي يتبع مديرية الثورة ويبلغ عدد سكانه أربعين ألف نسمة. ويعد من الاحياء الفقيرة وقاطنيه ينتمون الى ضواحي مدينة صنعاء من فئة محدودي الدخل وتوجد في محيطه عدة مؤسسات ومرافق حكومية منها مدينة الثورة الرياضية ومطار صنعاء الدولي والمؤسسة العامة للاتصالات وهيئة البريد اليمني ومقر التلفزيون اليمني الرسمي. كما يوجد في الحي مقر حزب الأمة اليمني الموالي للجماعة والذي يتلقى تمويلًا من ايران -حسب تصريحات لمسئولين في صنعاء-. ويقول احد اهالي الحي يدعى «فؤاد الشرجبي» يستضيف الحي بين الفينة والأخرى فعاليات ترعاها جماعة الحوثيين وتنتشر لوحات دعائية لشعار الجماعة بشكل كثيف ويتواجد عدد هائل لأنصار الجماعة لكنهم يتعاملون بلطف مع قاطني الحي ويحاولون حل المشاكل التي تحدث بين الجيران. «هم بذلك يريدون ان يكسبونا الى صفوفهم» قال وزاد: لقد انضم اليهم الكثير من ابناء الحي خاصة من فئة الشباب واعتنقوا افكارهم فمن يعلن منهم ولاءه للجماعة يتم ارساله الى صعده لتدريبه على استخدام السلاح وتعليمه المذهب الشيعي. من جهته قال عبدالسلام محمد رئيس مركز ابعاد للدراسات والبحوث ومقره صنعاء، في حديث ل(اليوم) ان جماعة الحوثيين يشكلون تجمعاتهم من خلال الاعتماد على شخصيات تنتمي لطبقة اجتماعية تسمى في اليمن «السادة» وان هناك استغلالًا لحالة ضعف الدولة والفراغ الأمني للظهور بمظهر القوة. متحدثًا عن «الاعتماد على صغار السن والشباب» لتمديد نفوذهم. حي حزيز الفقير حي «حزيز» جنوبي العاصمة صنعاء فقير وينتمي اغلب ابنائه الى عدة محافظات من محدودي الدخل ويتبع إداريًا مديرية سنحان وبني بهلول التابعة لمحافظة صنعاء بحسب الاحصاءات السكانية وعدد سكانه نحو خمسين الف نسمة وفي شهر رمضان الماضي شهد تخريج عدة دفع من «فتية كشافة المسيرة» وهي جماعات لأطفال تدربوا بشكل شبه عسكري على يد مدربين من القادة الميدانيين للجماعة. «حي فقير مترامي الاطراف لا يوجد فيه اي مرفق حكومي سواء محطة حزيز الكهربائية» يتواجد فيه الحوثيون بشكل كبير «هذا ما قاله محمد الربادي عن منطقة حزيز واضاف هامسًا في أذني «يحملون السلاح ويستقلون دراجات نارية وينتشرون في كل مكان». رغم ذلك يرى بأنهم «ينفذون فعاليات خيرية والجميع يحبهم وبدأ بعض الشباب الانضمام إليهم ورفع شعاراتهم في منازلهم». الخفجي وسط العاصمة حي الخفجي وسط العاصمة صنعاء بات الآن احد معاقل جماعة الحوثيين ذلك ما عززته وثيقة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» تحت مسمى «المجاهدين» وهي تسمية يعتمدها الحوثيون. وبحسب اهالي في عدة احياء بالعاصمة صنعاء ان الحوثيين استحدثوا مقرات اطلقوا عليها «مقرات المجاهدين» وهي بمثابة اقسام شرطة. «الاستفادة من الانفلات الأمني» المحلل السياسي «أحمد الزرقة» يرى ان تمدد جماعة الحوثيين في مناطق متعددة «يأتي استفادة من الانفلات الامني» لكنه اشار الى ان «الجراف وحزيز» هي مناطق يتبع ابناؤها المذهب «الزيدي» ويمثلون فيها اغلبية ويمتلكون عقارات وأراضٍ كثيرة ليكون تمددهم «شيء طبيعي» في ظل الوضع العام السيئ. من جهته قال عبدالسلام محمد رئيس مركز ابعاد للدراسات والبحوث ومقره صنعاء، في حديث ل(اليوم)، ان جماعة الحوثيين يشكلون تجمعاتهم من خلال الاعتماد على شخصيات تنتمي لطبقة اجتماعية تسمى في اليمن «السادة» وان هناك استغلالًا لحالة ضعف الدولة والفراغ الأمني للظهور بمظهر القوة. متحدثًا عن «الاعتماد على صغار السن والشباب» لتمديد نفوذهم. وأضاف: انتقال الكثير من أعضائهم من المناطق الريفية أثناء الثورة الشبابية وبعدها الى العاصمة صنعاء وتنفيذهم فعاليات في الشارع وامتلاكهم لقناة فضائية واستمرار مخيم الاعتصام في جزء من ساحة التغيير بعد ان فضت اختياريًا، كل ذلك يظهر الحوثيون أنهم باتوا قوة ولكن الحقيقة هم يستغلون المناخ الموجود وانشغال الكثير من القوى في الحوار الوطني وقضايا وطنية أخرى. رئيس مركز ابعاد، اشار الى ان اختيار مناطق فقيرة وبعيدة عن مركز العاصمة هو تقليد لحزب الله اللبناني لبناء نفوذ على شاكلة الضاحية الجنوبية في بيروت من جهة ومن جهة أخرى هو نتيجة شراء أراضٍ ومنازل بأثمان أقل. السلطة المحلية مسئولو السلطة المحلية في امانة العاصمة ومحافظة صنعاء الذين تواصل معاهم مراسل «اليوم» فضلوا عدم الخوض في هذا الجانب. فيما مسئول كبير في امانة العاصمة فضل عدم ذكر اسمه قال ان هذا التمدد يأتي في ظل هشاشة الوضع وعدم قدرة الدولة على بسط نفوذها بشكل كبير، والسلطة المحلية في هذه المناطق ترى ان هناك تمددًا كبيرً لكنها تقف عاجزة تمامًا عن وقف هذا التمدد غير الطبيعي الذي يمكن ان يهدد التعايش العام -على حد تعبيره-.