سجّل نائب أمير المنطقة الشرقية، أمس، موقفاً حازماً تجاه تراجع مؤشرات السلامة التي كشف عنها تقريرٌ عن واقع الطرق في المنطقة مرورياً خلال الأشهر الستة الماضية. وثمّن الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد دعم وتوجيهات أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف في سبيل تحقيق بيئة آمنة والمحافظة على الأرواح والممتلكات وأثنى على دعم وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. ونوه بوجود «جهود مبذولة من قطاعي المرور وأمن الطرق والدوريات الأمنية، إلا أنها لا تفي بالغرض المنشود لتحقيق الهدف الاستراتيجي لخفض أعداد الحوادث الجسيمة، وشدد على وجود حاجة ملحة لدعم الجهات الأمنية المعنية بالكادر البشري والآليات والتقنيات الحديثة للضبط المروري». وأضاف «كما يجب تركيز وبذل مزيد من جهود الضبط المروري الحالية على مسببات الحوادث المرورية الجسيمة في سبيل تحقيق نتائج أكبر في سبيل تقليل عدد حوادث الوفيات والإصابات». وأفاد أنه صدرت توجيهات أمير المنطقة الشرقية بتأييد مقترح لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية بتزويد المرور وأمن الطرق بأجهزة رصد متحركة تعمل بتقنية عالية تتيح لرجال المرور وأمن الطرق رصد المخالفين دون استيقاف المركبة مع استعداد أرامكو السعودية بتمويل استخدام هذه التقنية». وقد رصد تقرير السلامة المرورية تراجعاً واضحاً في إحصاءات اللجنة قياساً بإحصاءات العام الماضي، وسجلت الحوادث الجسيمة ارتفاعاً بنسبة 4.7% للستة أشهر الأولى من هذا العام وبلغت عددها 2195 حادثا نتج عنها 466 وفاة و3312 إصابة مع ارتفاع في عدد المتوفين بنسبة 5 % وبنسبة 6.5% في عدد المصابين. وقال أمين عام لجنة السلامة المرورية المهندس سلطان بن حمود الزهراني «إن الإحصاءات توضح أن غالبية حوادث الوفيات تحدث خارج المدن، وقد ازدادت هذه النسبة عن العام الماضي حيث بلغت للستة أشهر من العام الحالي أكثر من 64% بزيادة 4% عن العام الماضي بينما انخفضت النسبة داخل المدن إلى 35.4% ، أما فيما يتعلق بالإصابات الخطيرة، فيتضح أن غالبيتها تحدث داخل المدن، حيث ارتفعت النسبة عن نفس الفترة من العام الماضي وبلغت أكثر من 61%، بينما انخفضت نسب الحوادث خارج المدن حيث بلغت أكثر من 38 %، كما أوضح التقرير نسب حوادث الوفيات والإصابات البليغة حسب المحافظات، حيث إن أعلى نسبة كانت في الأحساء تليها الدمام ثم حفر الباطن». وأكمل قائلاً «أما بالنسبة للحوادث على الطرق السريعة فإن عدد حوادث الوفيات على الطرق المغطاة من قبل أمن الطرق في الستة أشهر الأولى من هذا العام ارتفعت في أغلبها باستثناء طريق الرياض. و بالنسبة لعدد حوادث الإصابات البليغة على الطرق الخارجية المغطاة من قبل أمن الطرق فإن هناك انخفاضا في حوادث الإصابات بطريق الرياض، حفر الباطن، والنعيرية بينما ارتفعت في طريق الأحساء وطريق أبو حدرية، وفيما يتعلق بالضبط المروري ورصد المخالفات فقد لوحظ ارتفاع في نسبة الضبط من قبل المرور وأمن الطرق والدوريات الأمنية، حيث قام المرور بتفيذ حملات ضبط مرورية مكثفة في جميع محافظات المنطقة الشرقية وكما يلاحظ أن جهود هذه الحملات واضحة حيث تضاعف عدد المخالفات المرصودة إلى أكثر من 50% عن نفس الفترة من العام الماضي ولكننا نطمح لمزيد من هذه الحملات وخصوصا المخالفات التي تؤثر على السلامة المرورية ك (ربط الحزام – السرعة – استخدام الجوال – قطع الإشارة)». جاء ذلك خلال اجتماع لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، الذي ترأسه نائب أمير الشرقية رئيس لجنة السلامة المرورية الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد في الإمارة أمس بحضور مديري الجهات الأمنية والحكومية وكبار مسؤولي أرامكو السعودية. واستعرض الاجتماع مواضيع مطروحة في اجتماع سابق ومبادرات، كما تم استعراض مشاريع السنة الأولى والثانية من استراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة، ووجه الأمير سعود الجهات المعنية إدراج المشاريع في ميزانياتها.وتم التطرق الى مشروع دراسة حركة الشاحنات على الطرق الرئيسة في المنطقة لإعداد خطة تنفيذية استراتيجية لمدة تمتد بين 10 و 30 سنة في الطرق الرئيسة في المنطقة، وقد تم تكليف استشاري دولي متخصص لإعداد هذه الدراسة بإشراف الإدارة الاستراتيجية وبمشاركة أكثر من 15 جهة معنية وبتمويل من شركة أرامكو السعودية وتم الانتهاء من 60% من هذا المشروع. وتم التطرق إلى تقاطعات تشهد كثافة مرورية عالية، وتحسين السلامة حول المدارس ووجه الأمير بسرعة وضع الحلول المناسبة لفك الاختناقات وتسهيل الحركة على المواطنين والمقيمين. واطلع نائب أمير المنطقة الشرقية على الحملات التوعوية التي نفذتها اللجنة مؤكداً على أهمية توعية المجتمع بالسلامة المرورية وتطوير الأساليب التوعوية في ذلك.كما تم التطرق إلى جاهزية المراكز الإسعافية وجهود الهلال الأحمر بافتتاح أكثر من خمسة مراكز جديدة ووجه نائب أمير المنطقة هيئة الهلال الأحمر بسرعة تجهيز الكوادر المطلوبة وسيارات الإسعاف لتشغيل المراكز المتبقية. وتطرق التقرير إلى تطبيق الحقيبة المدرسية للسلامة المرورية بمدارس البنين والبنات لغرس قيم وثقافة السلامة المرورية، وتدريب أكثر من 120 ألف طالب وطالبة في مراحل الروضة والتمهيدي والصف الأول ابتدائي، والعمل على تطوير الحقيبة المدرسية للمراحل من الثاني للسادس الابتدائي، لتطبَق في المدارس في السنة الدراسية المقبلة، وقد مولت المشروع أرامكو السعودية حتى الآن ب 20 مليون ريال بعد توقيع مذكرة تفاهم مع صاحب السمو وزير التربية والتعليم في هذا الشأن. وقدم أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير مُقترَحا لتخفيف الاختناقات والازدحام بحاضرة الدمام التي ستقوم اللجنة بدراستها وإمكانية تطبيقها. ووجه الأمير جلوي بإنشاء قسم للمتابعة بالإدارة الاستراتيجية للسلامة المرورية والرفع له بتقرير شهري عن مدى تنفيذ المشاريع والمعوقات التي تواجه أي جهة. وخاطب المجلس قائلا «إن تخفيض نسبة الحوادث الجسيمة مطلب رئيس يحظى باهتمام القيادة الرشيدة ومواصلتها لدعم الجهود في سبيل حفظ الأرواح والممتلكات». وأكد أن توجيهات الأمير سعود بن نايف تقتضي بضرورة تكثيف العمل وتضافر جهود جميع الجهات والتنسيق فيما بينها في سبيل البحث عن أفضل الأساليب للحد من الحوادث، مثمنا الدعم الكريم.