جرت العادة كل عام أن يُقام ل«ست الحبايب ياحبيبة» عيد يُحتفل به تقديراً لتلك الإنسانة التي جعلت من حياتها تسخيراً لفلذات أكبادها وبغض النظر عن الحكم الديني لشرعية العيد إلا أنه احتفال بأعظم سيدة على وجه الأرض ذلك القلب الذي زرعت فيه ألف جناح بألف أمنية بألف رحمة وشوق حملتهم جميعهم داخل صدفة قلبها لِتُهديه لِأجلهم ولأجل من سكن رحمها ومنه خرج. كم جميل أن نُفرح ذلك القلب فقد كان لنا غطاء لا ينفك وروحاً لا تنفس إلا بها وهي التي جسدت لنا مواقف ناطقة مصحوبة بألم وحسرة وربما تخلت عن ذاتها لترسم ذات غيرها أو قُتلت بألف خنجر لتحمي من قد يقتلها بخنجر واحد إذن هي بحاجة لتتويجها ملكة على عرش مملكتها ولكنها ليست بحاجة لشيء مادي رغم أنه ضروري بقدر ماهي بحاجة للبوح عن عاطفة وأحاسيس ومواقف ودمعة تسيل بصدق وهي بذلك تشعر بأنها قد نالت كل المراد وكل المنى وبأنها حصلت على منبع سعادتها لكن بكل أسف فالعيد لها قد لا يعدو كونه عادة وليست عبادة وعرفاناً لفضلها فالهدية وإن كانت لها مفعول السحر في نفسها إلا أنها تُقدم كتجاوب وليس كواجب ومن ثم يطمس ذلك التكريم بقيه الأوقات أو قد يصاحب تلك الأيام ذل وهجران وعراك وهم بالأمس يتغنون بها إذن المراد لا أن نتصنع المثالية والخلق الحسن تجاه تلك الحبيبة لكن المراد كل المراد أن نكون بالفعل نحمل نية طيبة ومخلصة في الخفاء وفي الظهور وألا نقول ليس للأم عيد بل كل الأيام لها عيد.