وجهت طالبات جامعيات رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للفتيات هاويات التردد على هذه المواقع، بأن يحذرن من تجاوزات الشباب، التي غالباً ما تبدأ برسالة وتنتهي بكارثة. فيما أكدت أستاذة في الفقة أن أصل الحديث بين الجنسين جائز، خاصة مع زملاء العمل. وقالت طالبة الماجستير في جامعة الملك خالد، حنان الشهري «كثير من الفتيات يحادثن الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أمور لا تمت للدين ولا للعرف بصلة، وهذا له خطورة على المجتمع، خصوصاً بين المراهقين، فهم من خلال هذه المحادثات يبحثون عن الطرف الآخر غير مدركين الخطورة، وكثير من فتياتنا مع الأسف يقعن ضحية لهذه المحادثات». وأضافت «قد يضطر بعضهن أحياناً إلى تلك المحادثات فيما يستوجبه عملهن أو للدراسة أحياناً أو ما شابه ذلك، وهنا يجب أن تكون تلك المحادثات في حدود معقولة وفي داخل النطاق المطلوب». وأكدت الشهري أنها تتناول مثل هذه الأمور التي تحدث عبر المواقع الاجتماعية بالنصح والتنبيه للمحيطات بها، محذرة الفتيات من خبث بعض الشباب، ونصحت بأن يحذرن من تجاوزاتهم. فيما قالت الطالبة في جامعة الملك خالد منيرة بنت عون الحنية (قسم رياض الأطفال) «إذا كانت الدردشة بين الفتاة والشاب فيما يخل بشرع الله وحدوده كالحديث حول الجنس أو الحب فهذا شيء لا نؤيده بل نسعى إلى محاربته بكل السبل، لأن ذلك خطوة من خطوات الشيطان ستقود إلى ما هو أكبر من الفواحش، وأما إن كانت المحادثات بينهما لغرض دراسي أو عمل وما شابه فلا أجد في ذلك شيئاً، بشرط أن يلتزم الطرفان بالرسمية بينهما، وأرى في الحقيقة أنها ظاهرة منتشرة جداً، ومن أهم أسباب انتشارها هو حاجة الفتاة للحنان العاطفي الذي يجب إشباعه بحنان الوالدين، كما أن تأخر الزواج من الأسباب أيضاً. وأضافت «يجب على الفتاة تقوية إيمانها والالتزام بالحجاب الشرعي والأسلوب الرسمي في المحادثات». وأكدت أنها تحاول نصح الفتيات اللاتي تلاحظ منهن مثل هذه الظاهرة باتخاذ البدائل الأخرى كإشغال النفس بأعمال تطوعية أو مشاريع خيرية، أو أن تلتحق بحلقات الذكر. وذكرت عزة محمد (طالبة في جامعة الملك خالد) أن من أهم أسباب توجه الفتيات إلى محادثة الشباب هو سهولة الحصول على أجهزة الجوال المختلفة واستخدام برامج التواصل الاجتماعي المختلفة، فلا يكاد يخلو جوال فتاة من هذه البرامج، ولأن توفر الجوالات في أيدينا أصبح شراً لا بد منه فيجب علينا مراقبة أنفسنا، وألا نخذل آباءنا الذين منحونا هذه الأجهزة. من جانبها، قالت أستاذ الفقه المساعد في كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية (جامعة الملك خالد) د. سلطانة المشيقح «قد تحتاج المرأة إلى التحدث مع الرجل في حدود ضيقة ولمسوغات مقبولة، فهنا لا مانع، لأن أصل الحديث بين الطرفين جائز، خاصة مع زملاء العمل على سبيل المثال، لكن مع الالتزام بالتوجيه الرباني (إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً). وأكدت أنه لو كان الحديث دون فائدة ولا مصلحة في دين ولا دنيا فهو غير جائز لأنه سيجر الطرفين للشر، ويفتح أبواباً من الافتتان والمفاسد، وتقول «كم نسمع ونقرأ من قصص وقعت يندى لها الجبين كانت بدايتها حديثاً عابراً عبر وسائل تواصل ونهايتها مأساوية، وكيف لا تكون نهايتها كذلك والشيطان لهما بالمرصاد يزيّن ويهوّن!». وعن مدى جدوى تأديب الفتيات بالضرب، قالت «الضرب والمنع ليس حلاً للمشكلة، لأن الفتاة قد تستمر في الحديث مع الشاب رغم كل هذا الإجراءات الصارمة، فلا بد أن تصل الفتاة إلى قناعة بخطورة الأمر، من خلال الحوارات العميقة وتنمية الرقابة الذاتية لديها، وبالتالي نحقق النتائج المرجوة». وعن المحادثات بين زملاء العمل، أفادت «المحادثات بين الطرفين لا مانع منها إذا كانت هناك حاجة ملحة، ومن الحاجات أمور العمل التي تحتاج إلى إيضاح وبيان، وذلك في حال إن كانت المخاطبات بالرسائل الرسمية لم تفِ بالغرض، لأن الأصل وجود المخاطبات الرسمية التي تحدد المطلوب؛ فهنا لا بأس من هذه المحادثات وفق التوجيهات الربانية».