أكد وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، جاهزية قوات الحرس الوطني، منوهاً بالدعم الذي تشهده مختلف القطاعات العسكرية، إذ عملت على تأهيل منسوبيها وإكسابهم المهارات العسكرية والتدريب على أحدث منظومات الأسلحة. وأضاف خلال زيارة تفقدية لوحدات الحرس الوطني في منطقة الحدود الشمالية أمس: «لا يخفى عليكم وجود تنظيمات مشبوهة، تعمل وتُدار من الخارج، وتحاول تنفيذ خططها داخل المملكة بهدف زعزعة الأمن، وزرع الفتنة، والغزو الفكري للشباب السعودي، ولا شك أن مهمة التصدي لهذه الجماعات وهذا الغزو واجب الجميع، خصوصاً علماءنا الأجلاء ودعاتنا الأفاضل وقادة الرأي، كلٌّ في موقعه، إذ ينتظر منهم الوطن كشف الباطل وتبيان الشبهات». وتابع: «إن الجيوش تقابل الجيوش وتحمي الحدود وتدافع عن الوطن عسكرياً»، مؤكداً أن التصدي للحروب الفكرية والمخططات السرية مهمة مشتركة وهي تعني المواطن في المقام الأول، إذ عليه «المواطن» أن يكون صفاً واحداً متلاحماً متكاتفاً مع أبناء وطنه. وقال إن المحبة الحقيقية للوطن ليست شعاراً يُرفَع، بل هي عمل ومسؤولية واجبة، ووعي بكل ما يحاك ويدبر ضد الوطن وأهله. ووصل الأمير متعب بن عبدالله أمس مدينة عرعر في زيارة تفقدية لوحدات الحرس الوطني في منطقة الحدود الشمالية، حيث كان في استقباله بمطار عرعر نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، والمستشار في مكتب وزير الحرس الوطني الفريق فيصل بن عبدالعزيز بن لبدة، ورئيس الجهاز العسكري في الحرس الوطني الفريق محمد بن خالد الناهض، ووكيل إمارة منطقة الحدود الشمالية صالح بن عبدالكريم المحيميد، وقائد المنطقة الشمالية اللواء الركن فهد عبدالله المطير، وقائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية اللواء فالح بن مساعد السبيعي، ومدير شرطة منطقة الحدود الشمالية اللواء ضيف الله بن جزاع العتيبي، ورؤساء الهيئات وأمراء الأفواج وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وقال وزير الحرس الوطني: «إننا نلتقي في ميادين الشرف والعزة دفاعاً عن ديننا القويم وعقيدتنا السمحاء، مجددين عهد الولاء لوطننا الغالي بأن نواصل أداء واجبنا في الدفاع عن بلادنا والذود عنها وحماية حدودها ومقدساتها ومكتسباتها، استشهاداً بما قاله خادم الحرمين الشريفين في كلمته التاريخية، بأنه أول من يقف – بنفسه- دون الوطن، فها أنتم اليوم تستشعرون وجوده بينكم، فهو في قلب ووجدان جميع أبناء المملكة في كل مكان وزمان مثلما أنتم دائماً في قلبه ووجدانه». وتابع: «إن ما نعيشه من أمن ورخاء واستقرار، نعمة عظيمة، أنعم الله بها على هذه البلاد وأهلها، ومن واجبنا أن نحمد الله سبحانه ونشكره على ما تفضَّل به، كما ينبغي علينا جميعاً تعزيز اللُّحمة الوطنية بين أبناء هذا الوطن والتكاتف والترابط يداً واحدة، وصفاً واحداً لا يقبل الانقسام». وعبَّر الأمير متعب بن عبدالله في ختام كلمته عن شكره للأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية على ما تجده وحدات الحرس الوطني من اهتمام وتعاون، كما قدم الشكر لأهالي المنطقة على حفاوتهم وحسن استقبالهم . وتوجه الأمير متعب بن عبدالله إلى معسكر قوة الواجب، وفور وصوله عُزِف السلام الملكي، ثم استقل وزير الحرس الوطني عربة مكشوفة، مستعرضاً الوحدات الرمزية لقوات الحرس الوطني في منطقة الحدود الشمالية. واستمع إلى إيجاز عن مهام وأعمال وواجبات القوة، قدمه قائد قوة الواجب في مدينة عرعر العميد الركن عبدالله بن محمد آل متعب. والتقى الأمير متعب بن عبدالله بضباط وأفراد الحرس الوطني في مدينة عرعر، ونقل تحيات خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، لمنسوبي الحرس الوطني، واعتزازهم وتقديرهم لجهودهم الكبيرة، وما يقدمونه من تضحيات للمحافظة على أمن واستقرار هذه البلاد، معبراً عن سعادته لما لمسه من استعدادات وجاهزية للقوات وروح معنوية عالية. ثم استمع إلى اقتراحات وأسئلة منسوبي الحرس الوطني في مدينة عرعر، فيما وجَّه بتذليل الصعوبات ودراسة الاقتراحات المقدَّمة منهم. وألقى قائد قوة الواجب في مدينة عرعر كلمة أكد فيها على أن حضور وتفقد الأمير متعب بن عبدالله لقوة الواجب يعد من ضمن اهتماماته الدائمة بالحرس الوطني، مشيراً إلى أن هذا الحضور هو مصدر اعتزاز وفخر للقوة، ودافع لها نحو القيام بالواجب على أكمل وجه. وأضاف العميد الركن أن رجال القوة كغيرهم من أبناء الحرس الوطني والقطاعات العسكرية كافة، وشعب المملكة، يدركون ما يجب عليهم نحو وطنهم وقيادتهم، انطلاقاً من عقيدتهم السليمة والصافية من الشوائب، وحبهم لوطنهم وقيادتهم التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل استقرار هذا البلد، مشيراً إلى أن قوة الواجب 13 يقدرون له ما قُدم لهم من دعم، إضافة إلى سؤاله المستمر عن أحوالهم، الذي توج بهذه الزيارة الميمونة. وألقى رئيس المجلس البلدي في مدينة عرعر فهد بن فرحان الديدب كلمة الأهالي نيابة عنهم، رحب خلالها بالأمير متعب بن عبدالله في مدينة عرعر، كما نقل له خلالها تحيات الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، مستذكراً تاريخ الحرس الوطني منذ أن كان مجرد وحدات من المتطوعين وثكنات من الخيام، حتى أضحت مؤسسة حضارية كبرى وصرحاً عسكرياً شامخاً. رفض وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله ما أثارته تقارير إعلامية خارجية عن وجود قوات مصرية وباكستانية في شمال المملكة. وقال في إجابته عن أسئلة الصحفيين إثر زيارته التفقدية لوحدات الحرس الوطني في منطقة الحدود الشمالية أمس: «تسعدنا العلاقات المتميزة مع جمهورية مصر العربية ومع جمهورية باكستان الإسلامية، ولكن هذا الخبر غير صحيح ونحن في المملكة لدينا القدرة على الدفاع عن أرضنا». وبين أن التعداد العسكري في المملكة بلغ 27 مليوناً، ويشمل هذا الرقم كل مواطني المملكة سواء عسكريين أو مدنيين، لافتاً إلى أن أول من أعلن ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه التاريخي عندما قال: «أنا أول من يدافع عن الوطن». وحول التهديدات الإرهابية من بعض الجهات للمملكة، قال: «من الأفضل لهم ألا يقربوا الحدود السعودية لأنهم لن يجدوا خيراً» . وأكد الأمير متعب بن عبدالله وجود دراسة لبحث موضوع أرض الحرس الوطني في مدينة عرعر مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وقال: «نحن جاهزون لكل ما يخدم المواطن». وفي إجابته عن سؤال حول إمكانية تثبيت لواء من الحرس الوطني في منطقة الحدود الشمالية، أوضح أن «الحرس الوطني ليس له منطقة معينة وفي أي مكان في المملكة ينادي الواجب نحن جاهزون». ورداً على سؤال عن الوظائف النسوية في وزارة الحرس الوطني، قال: «العنصر النسائي موجود في مستشفياتنا وليس غريباً وجوده، والمرأة السعودية جزء من منظومة تنمية الإنسان في المملكة». وفي سياق متصل، وصل وزير الحرس الوطني أمس إلى محافظة رفحاء، وذلك ضمن جولته التفقدية على وحدات الحرس الوطني في منطقة الحدود الشمالية. وكان في استقباله بمطار رفحاء المحافظ بدر بن عبدالله الهزاع، وأمير الفوج الثاني عشر محمد بن عبدالله بن هايف الفغم، وقائد قوة الواجب في المحافظة العميد مهذل القحطاني، ومدير مطار رفحاء مبارك مكمي العنزي، ورئيس قوة المجاهدين إبراهيم سليمان العجاجي، ورؤساء الدوائر الحكومية، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.