يشاء الله -تقدس في عليائه- أن يكون نبي آخر الزمان بهذ الاسم الممجد المخلد «محمد».. النور الواصل بين الأرض والسماء.. دعوة إبراهيم وبشارة عيسى -عليهم جميعا السلام-.. كانت الألطاف الربانية تتعاهد هذه الروح وتمدها بأفضالها قبل خلقها وفي كل مراحل حياتها..في سورتي (الشرح) و(الضحى) يتدفق الفيض الرحماني فلا كلام مع كلام الوهاب (ورفعنا لك ذكرك).. ..وبعيدا عن الخلاف على طقوس الاحتفال بالمولد يتفق المسلمون قاطبة على أن تاريخ ميلاده الشريف يعتبر ميلادا لتاريخهم بين الأمم ونهضة لحياتهم..وانظر إلى سلاسة البيان القرآني في وصف التغيير والعلاقة بين نبي وأمته (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)..وقد وقر في قلوب الأتباع الذين ذاقوا طعم القرب حب أبي القاسم لذا تجد في كل بيت (محمدا) و(أحمد) و(محمودا) ..ولقد كان الحبيب يعرف اشتياق الأجيال إلى رؤيته فنراه يقول للأمة (أنا فرطكم على الحوض)أي سابقكم إليه..إنها رحلة عظيمة مبدؤها (جبل النور) وغايتها (سدرة المنتهى) وثمرتها (لقد رأى من آيات ربه الكبرى).. قارئي الكريم: أدعو نفسي وإياك إلى قراءة جديدة للسيرة النبوية ..تعرض فيها شخصيتك على شخصية الإنسان الكامل باعتباره (الأسوة)..لترى محمدا (الشاب) ومحمدا (الزوج) ومحمدا (الصديق) ومحمدا (الأب) ومحمدا (الجار) ومحمدا (القائد) ومحمدا(الموقف)..وعند الأخيرة سأقف لأن مواقفه عليه الصلاة والسلام وما يسميه الفقهاء السنة الفعلية والتقريرية حيال حدث ما، هي ما يبرز لك جوانب العبقرية والتفرد في شخصه الكريم فتكون أنت من بعده (أسوة) لمن خلفك.. (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).