ما أجمل أن نقف لحظات عند جوانب من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم فسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو قدوة هذه الأمة وأسوتها ووصفه رب العزة والجلال بأنه الرحمة المهداة وأنه على خلق عظيم ومن فضل الله علينا أننا نعلم تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم ونشأته وبعثته وكل الذين تتبعوا السيرة النبوية الشريفة، وحرصوا على تحديد العام الذي ولد فيه ، والشهر واليوم، والمكان الذي تمت فيه الولادة، لاحظوا أن يوم الاثنين يوم خاص في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، الثاني عشر من ربيع الأول على أغلب الأقوال (ونبىء يوم الاثنين لأيام خلت من ربيع الأول ، وهاجر يوم الاثنين لأيام خلت من ربيع ، ومات صلى الله عليه وسلم يوم الاثين لثمان خلون من ربيع الأول). وقال ابن حزم الاندلسي : ( لم يختلف في أنه عليه الصلاة والسلام مات يوم الاثنين ودفن يوم الأربعاء) ومات صلى الله عليه وسلم بعد أن خيره الله عز وجل بين البقاء في الدنيا ولقاء ربه عز وجل فاختار عليه السلام لقاء ربه. وكانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة ، وخيراً وبركة، على هذه الأمة، ومماته كان خيراً لهذه الأمة، ولهذا عليه الصلاة والسلام يقول: (حياتي خير لكم ، ومماتي خير لكم) فصلى الله عليه وسلم ، وجزاه الله عنا أفضل الجزاء ، فقد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين. وبقي علينا أن نتابع ذلك الجهاد ، وأن نتتبع تلك السيرة العطرة، وأن نسير على ذلك الهدى ، وأن نعض على سنته بالنواجذ ، وكلما تجددت ذكريات مولده صلى الله عليه وسلم وجهاده وحياته ، وجب أن نقف لحظة نذكر فيها ما منَّ الله به علينا من فضل ، ونشكر الله على هذه النعمة ثم نصلي ونسلم عليه صلى الله عليه وسلم كثيراً. ونتدبر قول الله عز وجل : (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) آل عمران : 164. فما أعظم فضل الله علينا ، وما أعظم رحمته بنا وبالناس كافة أن بعث خيرة خلقه بالرسالة، وختم به النبوة ، وجعله للعالمين نذيراً ، وجعلنا من أمته، وجعلنا من أحبابه ، اللهم أوردنا حوضه ، واجعلنا تحت لوائه. وختاما فما أجمل أن نعود إلى كتاب الله عز وجل ، هذا القرآن الكريم نقرؤه ونتدبر ما فيه من اعجاز و توجيه رباني ، وما أجمل أن نعود إلى ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد ونتعلم منه تلك الجوانب العطرة لأنه القدوة والأسوة لهذه الأمة، وقراءة السيرة النبوية لتعيننا على فهم الكثير من أمور ديننا لأن الله عز وجل وضح لنا ذلك بجلاء ، وجعله القدوة والأسوة: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) وأوضح لنا أن الطريق من هنا : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) ، فلنعد إلى هذه الذكريات العطرة، ونكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو القدوة والأسوة لهذه الأمة، فقد أمرنا الله عز وجل بذلك: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك وحبيبك سيدنا محمد ، ونشهدك اللهم ، ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله ، لا إله إلا انت ، وأن محمداً عبدك ورسولك صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الطيبين وصحابته الكرام البررة. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،