شاهدتُ رجلاً مقطوع اليد ينادي في الناس في أحد المنتديات (من رآني فلا يظلمنّ أحداً)، تقدمتُ إليه وسألته (حكايتك شنو يا عمّو)؟! قال مقطوع اليد و(الطاري) بعد أن أسند ظهره على حائط صدئ (يا أخوي، دي قصة عجيبة، كنتُ يوماً من الظلمة الحاسدين، رأيت صياداً حُظي بسمكة كبيرة أعجبتني، فجئتُ إليه وقلت (يا زول، هات السمكة دي). رد عليّ الصياد (لو شلتها مني، أولادي ياكلو شنو)؟! قال الرجل (لم أكترث لممانعة الصيّاد، صفعته وأخدت منه سمكته وذهبت، فإذا بها تعُضني على أصبعي عضة قوية، فلمّا جئت بها إلى بيتي، شعرت بأصبعي تؤلمني، حتى لم أنم ليلتها من شدة الوجع بعد أن تورّمت يدي كلها). في الصباح، ذهبت شاكياً للطبيب، فقال هذه بداية غرغرينا، اقطعها وإلّا ستكون سبباً في قطع يدك كلها. قطعت أصبعي كما أوصى الطبيب، لكن الألم ازداد عليّ فلم أطق النوم، فعدت في اليوم التالي للطبيب، فقال (اقطع كفك)، فقطعته. واصل الألم تمدده على الساعد، فقطعها من المرفق. ارتفع إلى العضد، فقطعها الطبيب من الكتف. قال الرجل يكفكف دموعه، إن بعض أهله سألوه عن سبب قطع يده، فحكى لهم قصة السمكة، فأوصوه بالرجوع لصاحب السمكة وطلب العفو منه (قبل ما تقطّع جسمك حتة حتة). بحث عن الصياد (زنقة زنقة) حتى وجده، فوقع على رجليه يستعطفه، يا سيدي، سألتك بالله ألا عفوتَ عني؟! ومن أنت؟! أنا الذي أخذ منك السمكة غصباً عنك، وذكر له ما جرى، وأراه يده، فبكى حين رآها وعفا عنه. سأله، هل دعوتَ عليّ لما أخذتُها منك قسراً؟! قال: نعم، سألتُ الله أن يريني قدرته فيك.