شهدت أسواق الملابس والحلويات في العاصمة الرياض نمطاً مغايراً وحركة دؤوبة على التسوق، حيث نشطت حركة المتسوقين منذ بداية الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك ومع اقتراب عيد الفطر. وأصبحت كل أسرة تتصرف حسب تقاليدها في إعداد المستلزمات المطلوبة لمثل هذه المناسبة لتنبئ عن فرحتها بإطلالة هلاله وشوقها له بعد شهر رمضان الكريم الذي سوف تودعه، ولكن يصطدم المتسوقون بصخرة غليان الأسعار. وغالباً ما تبدأ الاستعدادات لعيد الفطر لدى معظم العائلات في الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر رمضان، ويعتبر تحضير ملابس الأطفال أولى المهمات التي تدفع الرجال والنساء إلى الأسواق لشراء أفضل الملابس لرسم ابتسامة الفرح على وجوه أطفالهم بحلول العيد. أما الحلويات، فتعد من التجهيزات التي تقوم العائلات بتحضيرها، التي تتنوع من بيت إلى آخر، ويكون هدفها الأساسي الحفاظ على العادات والتقاليد التي تحث على الزيارات الاجتماعية والتواصل في الأعياد، حسب مواطنين ومقيمين التقتهم «الشرق» وقال المواطن أحمد الكثيري إن أبرز الاستعدادات للعيد تكون بشراء الملابس للأطفال، وتكون أكثر من قطعة، لأن الأطفال غالباً ما يحتاجون إلى ذلك، لأن ملابسهم تتسخ بسرعة»، مشيراً إلى أن تفصيل العباءات من الأمور الأساسية أيضًا في التجهيز للعيد، وأحياناً تبدأ مع حلول رمضان بسبب الازدحام في محال الخياطة. الكثيري لفت إلى لجوء عائلات إلى تجهيز لوازم العيد منذ بداية شهر رمضان، وأحياناً تشتري الملابس قبل بدء الصيام، لكي لا يتعرض أفرادها للزحام على التجهيزات خلال الشهر الكريم، وكذلك بسبب التزام كثيرين بصلاة التراويح. بينما أكد المواطن محمد السعود أن زوجته هي التي تتكفل بتجهيز ملابس الأطفال، منوهاً إلى أنها غالباً ما تبدأ في الأسبوع الثالث من رمضان، حيث يكون هناك بعض العروض الترويجية للتشجيع على الشراء، فتستفيد منها. وقال عبدالناصر السهو إن التحضير للعيد يبدأ مع شراء الملابس الجديدة للأطفال، بالإضافة إلى الألعاب، وكذلك يتم الاتفاق على الأماكن التي سنقصدها في العيد، مشيراً إلى أنه يتم شراء الحلويات التي تعتبر أساسية للضيافة، بحكم الزيارات التي تكون بهدف التهنئة بالعيد. وأضاف «نبدأ بالتحضير للعيد، منذ النصف الثاني من رمضان، إذ يتم شراء ملابس الأطفال في الأسبوع الثالث، في حين يتم الاتفاق مع العائلة على الأماكن التي سنقصدها في الأيام الخمسة الأخيرة من رمضان». من جهته، رأى طلال الفياض أن التحضير للعيد يكون بشراء الملابس الجديدة، وكذلك الحلويات التي تكون في المنزل، لاسيما أن بعض العائلات تحضر أصنافاً محددة، خصوصاً من الحلويات العربية ككعك العيد المشترك بين معظم الدول، وإن اختلفت نكهته، وطريقة إعداده، معتبراً أن أبرز سمات العيد، أنه يلغي الخلافات بين الناس «غالباً ما ننسى المشكلات، ونزيلها بسبب الأعياد». وذكر أن فرحة العيد تعد للأطفال فقط، وكلما كبر المرء يقل اهتمامه بالأعياد. ومن ناحيته، أشار المقيم عبدالعزيز الناصر إلى أن العيد غائب عنه في الغربة، فهو يرى فرحة العيد في بلده، مختلفة تماماً، بينما حياته في السعودية متمحورة حول العمل، لافتاً إلى أن أجواء العيد لا تكون موجودة بالنسبة له، لأنه يقضيه بعيداً عن عائلته. من جانبها، قالت شهد السهو إن العيد فرحة، ولكن التباهي بالفرحة، أمر غير مستحب، لأن الله لا يحب كل مختال فخور، معتبرة أنه ليس ضرورياً أن الفرحة لا تكون إلا بالملبس الجديد، أو الألعاب والمال، وإنما في القلب بأشياء أخرى كالمشاعر الطيبة التي تعد الأهم، فأحياناً يعطي شخص هدية لآخر، ولكن يتم تقديمها بتكبر، دون اكتراث بمشاعره، علماً بأن التواضع أهم من الهدايا التي تقدم بتكبر.