أوصت استشارية طب الأسرة ومديرة إدارة التوعية الصحية في صحة الرياض الدكتورة لمياء البراهيم، بتجنب الأخطاء الغذائية الشائعة في أيام العيد بسبب تغير النمط الغذائي المفاجئ للمعدة التي بُرمجت لشهر كامل على نمط غذائي تمتنع فيه عن الغذاء من الخيط الأبيض للخيط الأسود. وقالت إنه ينبغي التدرج في النمط الغذائي حتى تتأقلم المعدة والأمعاء دون متاعب، وأضافت «يمكن تناول وجبة خفيفة بعد صلاة الفجر مثل بضع حبات من التمر أو الرطب، أو فاكهة أو بسكويت، أو شطيرة غير دسمة، مع مراعاة تصغير حجم الوجبات بعدها لإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وتجنب إرباك الجهاز الهضمي. وأوضحت أن الصعوبة تكمن في مقاومة إغراء حلويات الأطفال من سكاكر وهلاميات وعلك ومصاص وشوكولاتة، لأن مصانع الحلويات تتفنن بتقديمها بصور مغرية مستخدمة الألوان الصناعية، وتصميمها بأشكال الشخصيات الكرتونية المحببة أو بإرفاقها مع الهدايا، وتابعت «علاوة على احتوائها على السكر المكرر الذي يضر أسنان الأطفال، والإحساس بالشبع الذي يمنعهم من تناول الغذاء الصحي فإنها كذلك تحتوي على نسبة عالية من الدهون الحيوانية أو النباتية التي تحتاج لوقت أطول بالهضم، وتعيق إفراغ الطعام من المعدة مما يسبب تعسر الهضم، وتخمر الأطعمة في الأمعاء فيعاني الطفل من الضيق وألم البطن والانزعاج من الغازات، كما إنه لا يمكن الاستهانة بالألوان الصناعية المضافة التي قد تكون غير مضرة عند إضافتها بالحدود المسموح بها، ولكن لا يمكن الجزم إذا صنعت من مصادر مجهولة». وأشارت البراهيم إلى أن تأثير المواد المضافة قد يشوه الأجنة عند تناول الحوامل لها بكميات مفرطة، كما أن تراكم الصبغات والمواد المضافة سبب في زيادة أعراض حساسية الجلد والربو عند تناولها بنسب تفوق قدرة أنزيمات كبد الطفل بعمر أقل من سبع سنوات، مبينة أن الدراسات العلمية أثبتت تأثير بعض المواد المضافة للحلويات عند تراكمها في خلايا المخ على زيادة اضطرابات فرط النشاط الحركي وتشتت الانتباه، وزيادة التوتر لمرضى التوحد ومتلازمة اسبرجر. ونوهت إلى أن تناول السكريات لا يؤدي إلى حدوث مرض السكري، وإنما الاستعداد للسكري من العائلة التي قد تصاب به، وأضافت «لكن ينبغي الحذر عند تقديمها للطفل المصاب بمرض السكري، وإجراء تحليل منزلي له على الريق بحيث لا يرتفع عن النسبة الطبيعية». ودعت إلى تجنب تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة على معدة فارغة لأن ذلك أحد مسببات ارتجاع المريء المزعج، والتهاب المريء والمعدة وارتفاع الحموضة وفقد الشهية وزيادة ضربات القلب والإحساس بالانزعاج في الصدر، مشيرة إلى ضرورة الانتباه لما يتم تناوله من كمية الحلويات والشراب المحلى ومنها الشاي والعصير المحلى بالسكر، وأضافت «مع الصحبة الجميلة والزيارات العائلية قد يستهلك كميات كبيرة من السكر والدهون دون أن يشعر بذلك مما يزيد من تلبك المعدة والأمعاء، والإصابة بالمغص وربما الإسهال الذي سيعكر عليه الاستمتاع بالعيد، وتتضاعف المخاطر الصحية لدى المصابين بأمراض السكري والضغط وارتفاع الكولسترول والقلب».