أتذكر أن الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- قد قال يوما إن خادم الحرمين هدفه مسكن لكل مواطن. هنا أتوقف عند هذا الهدف السامي وأعود لأسال لوزير الإسكان: هل سمعت عن هذا الهدف؟ أو هل فكرت يوما فيه كهدف لكل مواطن أو أمنية يتمنى أن يحققها الملك لشعبه؟ أنا أشك في ذلك؛ لسبب بسيط وهو أننا لم نرَ شيئاً على أرض الواقع ينبئ بانفراج أزمة الإسكان. لقد أخذ وزير الإسكان الفرصة الكافية لإنهاء دراساته وتصاميمه وتنفيذ وحداته السكنية، وطوال الفترة الماضية لم ينتقده أحد ليأخذ فرصة مناسبة لتقليص الفجوة بين المواطن وبين حلمه، غير أن الوقت أزف، والفجوة متسعة، والأمل بدأ يتلاشى، فما ضر وزير الإسكان لو تعاقد مع شركات أجنبية مشهود لها بالكفاءة ووضع ربع تريليون ريال أمامهم واشترط وقتاً معيناً لانتهاء المشروع وأعلن ذلك للمواطن، ألن يكون ذلك أجدى؟ بدلا من دراسات وتصاميم تدخل اليوم عامها الثالث بلا نتيجة تذكر. ملعب (الجوهرة) نُفذ في عامين وبتكلفة مليارين، وجامعة الملك عبدالله نفذت في عامين وبعشرة مليارات، وكلا المشروعين أدارتهما (أرامكو)، فكم تتوقع أن يكفي أرامكو من الوقت لتنفيذ نصف مليون وحدة سكنية وبربع تريليون؟ هل ستكفي خمس سنوات؟ أو سبع سنوات؟ أو عشر سنوات؟ المهم أنني كمواطن أعرف أن منزلي يُشيَّد، وأراه بعيني، وفي الوقت المحدد سأسكنه، هذا إذا أرادت وزارة الإسكان أن تعمل بشكل واضح، أما التسويف والمماطلة فستفقدان الوزارة مصداقيتها إن تبقى لها مصداقية عند المواطن.