أكد الدكتور سليمان الماجد استشاري الأمراض الصدرية في مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية أن الصيام في منتصف الصيف وشدة الحرارة، قد يؤدي إلى حدوث جفاف في الجسم يمتد أثره إلى الرئتين، حيث تزداد لزوجة البلغم وكثافته وربما صعوبة إخراجه بالسعال أو بالتمارين الصدرية، وعندما يعاني مريض الرئة زيادة لزوجة البلغم أثناء الصيام، يجب عليه مكافحة ذلك بتناول كمية كبيرة من السوائل أثناء الليل وبعد الإفطار، وإذا تكررت هذه المعاناة ولم يتمكن من السيطرة عليها فعليه استشارة الطبيب الذي قد ينصحه بعدم الصيام، ولكن في المجمل الطبيب هو الوحيد الذي لديه القدرة على تحديد إذا ما كان الصيام سيؤثر على صحة المريض من عدمه طبقا لحالة المريض وما يعاني منه من أمراض مختلفة. أما عن علاج مرضى الربو قال البروفسيور الماجد إن بخاخات الربو تتكون من نوعين لموسعات الشعب أو ما يعرف بالأدوية المسعفة مثل بخاخ الفينتولين، وهي تؤخذ عند الحاجة إليها أو عند إحساس المريض بضيق في التنفس، فيما يتمثل النوع الثاني في الأدوية الواقية وتؤخذ عادة بانتظام مرتين أو مرة باليوم حسب وصف الطبيب، لذلك نجد أن صيام رمضان لا يشكل أي معضلة لغالبية مرضى الربو حيث يمكنهم تناول البخاخ الواقي عند السحور وعند الإفطار، أما البخاخ المسعف فعلى المريض تناوله في أي وقت احتاج إليه حتى لو كان في نهار رمضان لأن تناوله ضروري في حال وجود الأعراض، والامتناع عنه أثناء الصيام يشكل خطورة كبيرة على المريض قد تؤدي إلى استفحال أزمات الربو لتصل إلى مرحلة خطرة تؤثر في الحياة. ونصح البروفسيور الماجد الذين يتناولون الحبوب والمضادات الحيوية كحبة السنجيولير أو الكلاريتين بتناولها قبل وقت نومهم ليلاً أو مرة أخرى إضافية عند الإفطار خاصة وأنها طويلة المفعول، وقال: أما بالنسبة لتناول أدوية الربو باستعمال جهاز التبخير فقد يحتاج المريض إلى تناولها بهذه الطريقة للسيطرة على أزمات الربو، وعادة ما يكون هذا الدواء محلولاً في ملح الصوديوم والماء حيث تتطاير مكونات المحلول عبر الضغط وجهاز التبخير إلى الأنف والفم، وقد يبلع المريض بعض مكونات البخار من الماء، ولذا فمن الأفضل للمريض أن يتجنب مثل هذه الطريقة للعلاج أثناء الصيام، أما إذا اضطر إلى ذلك فإن هذا يعني أن حالته الصحية شديدة لدرجة تتطلب الإفطار، وعلى مريض الربو تجنب الإجهاد بقدر الإمكان خلال الصوم لأن الجهد الكبير قد يزيد من أعراض المرض، كما أن الجفاف قد يزيد من تلك الأعراض لذلك يجب الابتعاد عن الأماكن الحارة التي قد تؤدي للجفاف. مشيراً إلى أن هناك فئة من مرضى الرئة يحتاجون إلى استعمال الأوكسجين بشكل متواصل لمدة أربع وعشرين ساعة يومياً، هؤلاء عليهم أن يستمروا في استخدام الأوكسجين كما وصف لهم مع عدم ربط جهاز ترطيب المياه بجهاز الأوكسجين أثناء الصيام ووضعه في فترة الإفطار لتجنب الجفاف. موضحاً أن المصابين بحساسية والتهابات في الجيوب الأنفية بشكل متكرر يحتاجون إلى تناول بعض القطرات الضرورية لإزالة الاحتقان أو التقليل من التهيج وتخفيف الإفرازات، ويفضل في هذه الحالة تناول قطرات الأنف ذات المفعول طويل الأجل التي تستعمل مرة واحدة أو مرتين في اليوم مع السحور أو الإفطار، أما بالنسبة للمريض المصاب بالسل خاصة ضعيف البنية وقليل التغذية فإنه لا يقوى على صيام رمضان الذي قد يضره، خصوصاً في بداية المرض وقبل تناول العلاج. ونصح البروفيسور الماجد مرضى الصدر بالحرص على الوجود في الأماكن ذات التهوية الجيدة خاصة في زحام صلاة التراويح بالمساجد خلال شهر رمضان لتجنب انتقال الأمراض الفيروسية.