اتفق المتخصصون على أن مفهوم «المسؤولية الاجتماعية» يتعدى صيغة الإحسان والتبرعات والبرامج المؤقتة والمحدودة الفائدة، إلى التركيز على أركان أساسية كي تحقق المنشآت التجارية مسؤوليتها الواجبة عليها تجاه المجتمع، وثانيا أن تدير المؤسسة أعمالها بأهداف لا تقتصر على الربحية فقط، وإنما يجب أن يكون لها تأثير إيجابي واضح على من حولها، ثالثا، أن تكون لدى المؤسسة أسس وقيم أخلاقية راسخة تنبثق من خلالها جميع الإستراتيجيات والخطط التي تؤدي لأهداف سامية. من هنا فإن المسؤولية الاجتماعية تمثل إشعاراً ودعوة غير ملزمة للشركات والمؤسسات، لأن توظف جزءاً من أرباحها لخدمة قضايا المجتمع. في المملكة العربية السعودية يتبلور ذلك المفهوم بشكل إيجابي خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث اتجهت الشركات والمؤسسات الوطنية العملاقة إلى تبني برامج تنموية تلبى احتياجات المجتمع، وتسهم إلى جانب جهود الدولة في رفع مستوى المعيشة وتحقيق ما يسمى «السلام الاجتماعي»، بين تلك المؤسسات الوطنية يبرز بنك الرياض من خلال منظومة من البرامج المتفردة والشراكات الإستراتيجية مع جمعيات خيرية ومؤسسات تنموية وخدمية في مناطق عدة بالمملكة. وفي مقدمة تلك الشراكات التي تبناها بنك الرياض، شراكته المميزة مع جمعية الأطفال المعاقين التي امتدت لعدة سنوات أثمرت طرح عدة مشاريع غير مسبوقة، منها ما يتعلق بدعم برامج الجمعية الخدمية، ومنها رعاية مشاريع تعزز رسالة الجمعية التوعوية وتساند أهدافها في التصدي لقضية الإعاقة، ويأتي مشروع النادي الصيفي لمركز رعاية الأطفال المعاقين بمنطقة الباحة في إطار تلك المشاريع التي تلبي احتياجات المنطقة، وتسهم في تفعيل خطط دمج الأطفال المعاقين مع نظرائهم الأصحاء. إن بناء شراكة بين مؤسسة مالية بحجم بنك الرياض، ومؤسسة خيرية بحجم جمعية الأطفال المعاقين، يمثل صورة من صور نضج ثقافة المسؤولية الاجتماعية في السعودية، ويعزز ثقة الناس في تكامل أدوار مؤسسات المجتمع ومعايشتها لاحتياجات المواطن.