يحرص كبار السن في حائل على تجميع أبنائهم وأحفادهم على سفرة الفطور منذ اليوم الأول من شهر رمضان.. ويعتقد البعض أن هذا التجميع يساهم في تحطيم كثير من الحواجز بين الأخوة المتخاصمين أو الزوجات أو أبنائهم، فما ينشب من خلافات في سائر الشهور يمكن تناسيه أو الدخول في صفحة جديدة من خلال الأجواء الرمضانية. ويأتي الفطور على رأسها.. يُعد شهر رمضان المبارك ذو طابع خاص، لما به من قيم روحية واجتماعية على درجة كبيرة من السمو، فهو فرصة لتجمع الأهل والأصدقاء على مائدة واحدة، فهي تقرب الأهل والأصدقاء والجيران والمعارف من بعضهم البعض، وتزيد الأُلفة والمحبة والتواصل. ويشعر كثيرون من الصائمين في رمضان بأن الإفطار الجماعي فرصة للم شمل العائلات، وتنمية الحس الاجتماعي. وكثرة التقارب بين المتباعدين. ويأتي الإفطار الجماعي لكثير من الأسر الحائلية، كعادة توارثوها من فترات طويلة وتعد من أحد الموروثات الشعبية التي يحافظ عليها أهالي المنطقة نظراً لما تعبر عنه من الترابط الأسري لأبناء العائلة. يقول محمد الراشد: «يجتمع أبنائي لدي في أول يوم من رمضان للإفطار سوياً، وقد اعتدنا على هذا الأمر منذ سنوات عديدة، حتى أصبح الأمر راسخاً لدى أبنائي وأحفادي»، ويضيف: «هذا الاجتماع يحسن الروابط الأسرية بين أبنائي، ويجعلهم ينسون خلافاتهم، وكثيرا من الأمور الأخرى التي توتر حياتهم، كذلك تعزز العلاقة بين الأحفاد سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً». اعتاد خالد العتيبي أن يكون مع أفراد أسرته في أول يوم رمضان وعن ذلك يقول: «ما أجمل لمة الأهل، وتناول الإفطار معهم، فالمحبة والألفة تزداد، والتواصل يقوي بين أفراد أسرتي عندما نتناول مع بعضنا البعض الفطور». ويضيف العتيبي قائلاً: «إن هذا الاجتماع العائلي فرصة لا تتكرر إلا في شهر رمضان، هذا الشهر الذي يجمعنا على الخير والتواصل وزيارة الأهل والأقارب، وكم يشعر الفرد منا بتآلف وسط العائلة». ويميز الحائليون في شهر رمضان، إقامة إفطارات جماعية في المساجد القريبة منهم، التي يشارك فيها أهل الحي، بإعداد وجبات الإفطار طوال أيام الشهر الفضيل، وهو سلوك راسخ يقود حتماً إلى زيادة الألفة والترابط بين سكان الحي ويزيد من فرص التعارف بينهم، وتحقيق الأجر والثواب من رب العالمين، ومساعدة شرائح من المجتمع بتوفير وجبات إفطار مجانية لهم. ففي مشهد قبيل وقت الغروب، نجد شباباً وحتى أطفالاً تعج بهم الشوارع يحملون على أكفهم أطباقاً تفوح بأنواع الطعام متوجهين بها إلى المساجد، حرصاً منهم على كسب أجر الصلاة في المسجد، والمساهمة في إفطار الصائمين والمارة.