كرَّم وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، الشاعر عبدالله الصيخان، الفائز بجائزة محمد حسن عواد للإبداع، خلال حفل تسليم الجائزة، مساء أمس الأول في مقر النادي الأدبي الثقافي بجدة. وقال الصيخان، بعد تكريمه: في مثل هذا المكان قبل أكثر من ثلاثة عقود التقيت بالشاعر محمد حسن عواد الذي حمل راية التجديد والاستشراق، كنت وقتها أخطو خطواتي الأولى مع الشعر ولكني سعدت بلقائي معه حيث أجريت حواراً مطولاً معه لمجلة «اليمامة»، لقد كان أنيقاً في ملبسه وفي تعامله، لقد احتفى بي وأنا مازلت في بداياتي، وخرجت منه بكتبه العزيزة على نفسي، كانت نصوصه التي تم نشرها في المجلة نافذة لجيلي للاطلاع على تجربة العواد في ذروتها، وإنني هنا أشعر بسعادة ومعالي وزير الثقافة والإعلام يضع الوشاح على صدري باقتران تجربتي المتواضعة مع اسم العواد. وكان وزير الثقافة والإعلام، قد شدد في كلمة ألقاها في بداية الحفل، على أن الجائزة تمثل فكرة حضارية واجتماعية وثقافية في آن واحد، وليست مجرد احتفال أو شهادات تتلى. وأشار خوجة إلى أن الجوائز سجل حقيقي يبرهن على تفوُّق حضارات دون أخرى. وقال إن المجتمعات باتت تتابع بشغف أخبار الجوائز وتتداول قوائمها الطويلة والقصيرة، وليس بالضرورة أن تكون القيمة المادية للجائزة كبيرة، بل تكفي في كثير من الأحيان القيمة المعنوية لها، فكثير من الجوائز مثلاً في فرنسا ليس لها مردود مادي على الإطلاق، بل إن هناك جائزة في إيطاليا تنحصر في إعطاء الكاتب 200 نسخة ليوزِّعها كيفما شاء. ووصف خوجة، محمد حسن عواد بأنه عرّاب التجديد، لافتاً إلى أن الراحل حينما كان شاباً صغيراً لم يبلغ العشرين من عمره، تحدَّى بعنفوانه وتمرُّده الأدبي البلاغة البالية والعادات الاجتماعية التي لم ترضه آنذاك. وأضاف أن عواد أصدر كتابه «خواطر مصرحة»، الذي لم يكن مجرد خواطر جالت في صدر شاب يافع، بل كان تدشيناً لمرحلة جديدة في الأدب ظل تأثيرها فترة زمنية طويلة، بل إني لا أعدو الحقيقة إن قلت إن هذا الكتاب من المؤثرات التي طبعت شعرنا بعمق، فكان ديوان «آماس وأطلاس» وديوان «قمم الأولمب» بداية للشعر الحديث في السعودية، وعدَّه بعض الدارسين بأنه أول الداعين المعاصرين إلى كسر الشكل التقليدي للقصيدة العربية، فكان له ما أراد من الخروج عن المألوف في الشعر العربي، وكان له شرف البداية في الشكل الجديد للقصيدة العربية أيضاً. وتابع قائلاً: لقد مرَّت الحركة الشعرية في المملكة بنقلات ومتغيِّرات عديدة كان من أشدِّها تأثيراً حركة الحداثة التي أفرزت لنا في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي كثيراً من الأصوات الشابة مثل سعد الحميدين وأحمد الصالح وعلي الدميني وفوزية أبو خالد ومحمد الثبيتي وأشجان هندي وغيرهم، وكان شاعرنا عبدالله الصيخان من أبرز أولئك الشعراء الشباب الذين استطاعوا أن يؤسِّسوا لهم البصمة الشعرية الواضحة في خريطة الشعر السعودي المعاصر بنهجه الحداثي، وأذكر أن تناوله الصحراء بوصفها الهوية الثقافية للمملكة كان موفقاً. واختتم وزير الثقافة والإعلام كلمته قائلاً: إن جائزة محمد حسن عواد للإبداع الشعري وهي مازالت في خطواتها الأولى استطاعت أن تحظى بهذا الزخم من الاهتمام وبهذا القدر من الشهرة بتطلعاتها نحو آفاق الإبداع المتميزة، وهي قادرة على أن تمخر عباب المستقبل بكل ثقة فتكون في المكان المؤثر من الجوائز الأدبية، وأن تؤسِّس لنفسها إضافة إلى قيمتها الحالية اسماً وقيمة عربيين وعالميين. أما أنت أيها الشاعر المبدع عبدالله الصيخان.. فإني أبارك لك وأهنئك بنيلك الجائزة، فأنت شاعر جدير بها، والحق أنها تتويج لأربعين عاماً من معاناة الإبداع والتميّز بشعر يمثِّل انعطافة حقيقية في المشهد الأدبي السعودي المعاصر، وعلامة تشير إلى إحساسك مع رفقتك من الشعراء في تلك المرحلة بهموم الوطن واللغة. وكان حفل الجائزة قد بدأ بكلمة لرئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي، قال فيها: نجتمع في النادي ونحن نحتفل بتكريم من فاز بهذه الجائزة التي نرى فيها رافداً من روافد نهر الثقافة المتدفق، وجائزة محمد حسن عواد للإبداع هي أنموذجٌ لجسور التواصل بين رجال الأعمال والمثقفين، كيف إذا كان رجل الأعمال مثقفاً مفكراً عالماً أديباً، إنه أحمد باديب الذي امتدت يده لمؤسسة الثقافة الأولى في جدة فكانت هذه الجائزة المتفرِّدة في رؤيتها ورسالتها وضوابطها ومجلس أمنائها والفائزين بها. كما شكر، السلمي من ساهموا في تأسيس هذه الجائزة، خاصة من وضع لبناتها الأولى الدكتور عبدالمحسن القحطاني «رئيس النادي السابق». وهنأ السلمي، الصيخان على فوزه بالجائزة، ولفت إلى أن جنبات النادي تعرفه. من جانبه، قال الأديب أحمد باديب: إن التكريم من شيم الرجال المخلصين، مضيفا أن تكريم العواد، وهو رمز من رموز الرعيل الأول، هو تكريم لأنفسنا، والجائزة هي رمز. ثم ألقى عضو مجلس أمناء الجائزة، الدكتور عاصم حمدان، كلمة مجلس أمناء الجائزة، أوضح فيها أنَّ الحديث عن الجائزة يستوجب الإشادة والشكر لمجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في جدة السابق، الذي أقر هذه الجائزة، ووضع ملامحها وأطرها العامة، كما يُحمد لمجلس الإدارة الحالية أن سار على ما كان عليه الحال في المجلس السابق، بتضمين هذه الجائزة في أجندته لنحتفل اليوم بنيل الشاعر عبدالله الصيخان لها.