تَوّج وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، مساء أمس الخميس، الشاعر عبدالله الصيخان بجائزة محمد حسن عواد للإبداع الشعري؛ وذلك خلال رعايته لحفل تكريم الشاعر بنادي جدة الأدبي. بدأ وزير الثقافة والإعلام كلمته قائلاً: "إن جائزة محمد حسن عواد للإبداع الشعري -وهي لا تزال في خطواتها الأولى- استطاعت أن تحظى بهذا الزخم من الاهتمام وبهذا القدر من الشهرة بتطلعاتها نحو آفاق الإبداع المتميزة، قادرة على أن تمخر عباب المستقبل بكل ثقة؛ فتكون في المكان المؤثر من الجوائز الأدبية، وأن تؤسس لنفسها -إضافة إلى قيمتها الحالية- اسماً وقيمة عربيين وعالميين بإذن الله".
وقال الوزير ل"الصيخان": "إنني أبارك لك وأهنئك بنيْلك الجائزة؛ فأنت شاعر جدير بها، والحق أنها تتويج لأربعين عاماً من معاناة الإبداع والتميز بشعر يمثل انعطافة حقيقية في المشهد الأدبي السعودي المعاصر، وعلامة تشير إلى إحساسك مع رفقتك من الشعراء في تلك المرحلة بهموم الوطن واللغة، وإنني الآن أُكْبِرُ فيك استمرار إحساسك برفقاء دربك حينما قلت في صفحتك على "الفيسبوك": إن هذا الفوز ليس لي، إنه لأساتذة المرحلة، أولئك الذين وضعوا بصمتهم على أصابعنا؛ لمحمد العلي، وعلي الدميني، وأحمد الصالح، وغيرهم".
وأنهى كلمته قائلاً: "أتقدم بالشكر الجزيل لنادي جدة الأدبي على أن جعلنا هذه الليلة نعيش ليلة من ليالي الوفاء للشاعر محمد حسن عواد؛ بأن أطلق جائزة نحتفل اليوم بنسختها الثانية، والوفاء كذلك لشاعر لا يمرّ ذكر الشعر الحديث في المملكة دون أن نقف أمامه وهو عبدالله الصيخان".
وكان حفل البارحة قد بدأ بكلمة لرئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي، قال فيها: "نجتمع في نادي جدة ونحن نحتفل بتكريم مَن فاز بهذه الجائزة التي نرى فيها رافداً من روافد نهر الثقافة المتدفق، وجائزة محمد حسن عواد للإبداع هي أنموذج لجسور التواصل بين رجال الأعمال والمثقفين، كيف إذا كان رجل الأعمال مثقفاً مفكراً عالماً أديباً جامع الحسنيين، إنه الأستاذ أحمد باديب الذي امتدت يده لمؤسسة الثقافة الأولى في جدة؛ فكانت هذه الجائزة المتفردة في رؤيتها ورسالتها وضوابطها ومجلس أمنائها والفائزين بها. ولقد أدرك مجلس إدارة النادي ومجلس الأمناء سُمُوّ الهدف ورقيّ المبتغى؛ فانطلقت الجائزة بدعوات لكل الجهات والمؤسسات الثقافية والشخصيات والرموز الأدبية والمبدعين؛ فتلقينا عدداً من الترشيحات ناقشها مجلس الأمناء وتأكد من استيفائها للشروط، ثم أحالها للجان تحكيم من كبار النقاد الذي يُدركون نضج التجارب الشعرية.
وألقى -بعد ذلك- الأديب أحمد محمد باديب كلمة جاء فيها: "التكريم من شِيَم الرجال المخلصين، وإن هذا البلد مَنّ الله عليه برجال يعرفون قيمة الرجال الذين يقدمون للبلد العلم والأدب والشعر والفن وكل منظومة الثقافة الإسلامية؛ فقد حضرتُ تكريم الملك عبدالعزيز لطلاب مدرسة الفلاح، وحضرت تكريم الملوك من بعده وهم يكرمون الأدباء؛ مؤكداً أن تكريم العواد وهو رمز من رموز الرعيل الأول تكريم لأنفسنا والجائزة هي رمز".
وألقى عضو مجلس أمناء جائزة "محمد حسن عواد للإبداع" الدكتور عاصم حمدان، كلمة مجلس أمناء الجائزة، قال فيها: "إنها لحظة تاريخية بالنسبة لي أن أقف اليوم على منبر هذا النادي العريق؛ لأنوب عن مجلس أمناء "جائزة محمد حسن عواد للإبداع الشعري" في إلقاء كلمة بمناسبة تكريم الفائز بالجائزة لهذا العام"؛ مؤكداً سعادته بتكريم "الصيخان"؛ لما يمثله من قيمة شعرية هامة وثرية.
وكرّم الدكتور خوجة -في ختام الحفل- فارس الجائزة الشاعر عبدالله الصيخان، الذي ألقى كلمة بعد تكريمه قال فيها: "في مثل هذا المكان قبل أكثر من ثلاثة عقود التقيت بالشاعر محمد حسن عواد، الذي حمل راية التجديد والاستشراق، كنت وقتها أخطو خطواتي الأولى مع الشعر؛ ولكني سَعِدت بلقائي معه؛ حيث أجريت حواراً مطولاً معه لمجلة "اليمامة"، لقد كان أنيقاً في ملبسه وفي تعامله، لقد احتفى بي وأنا لا أزال في بداياتي، وخرجت منه بكتبه العزيزة على نفسي، كانت نصوصه التي تم نشرها في مجلة "اليمامة" نافذة لجيلي للاطلاع على تجربة "العواد" في ذروتها، وإنني هنا أشعر بسعادة، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة يضع الوشاح على صدري"، باقتران تجربتي المتواضعة مع اسم "العواد"، ثم ألقى الشاعر الصيخان بعضاً من قصائده.